المؤرخين وكانت أخت المعز - مع وجود هذه السعة - أزهد الناس في الدنيا، وكانت لا تأكل إلا من ثمن غزلها دائما حتى ماتت.
واستمر المعز في الخلافة حتى مرض وسلسل في المرض حتى مات، فكانت وفاته في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلثمائة، وكان له من العمر لما توفي نحو إحدى وأربعين سنة. وهو أول خلفاء بني عبيد الله بمصر، ودفن عند سيدي زين العابدين جد السيدة نفيسة، وتربته بين الكيمان عند حدرة ابن قميحة. وكانت مدة خلافة المعز بمصر أربع سنين وشهرا ويومين.
وكان المعز رجلا عادلا عاقلا حازما لبيبا فصيحا شاعرا وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:
ما بان عذري فيك حتى عذرا … وبدا البنفسج فوق ورد أحمرا
همت بقبلته عقارب صدغه … فاستل ناظره عليها خنجرا
ولما مات المعز تولى من بعده ابنه العزيز.
- العزيز بالله
هو العزيز بالله، أبو منصور، نزار، بن المعز لدين الله معدّ الفاطمي العبيدي، وهو الثاني من خلفاء بني عبيد بمصر.
بويع بالخلافة بعد موت المعز في سنة خمس وستين وثلثمائة، وكان مولده بمدينة القيروان في سنة أربع وخمسين وثلثمائة، فلما تم أمره في الخلافة بمصر، استقر بجوهر القائد مدبرا لأمر مملكته كما كان في أيام أبيه المعز.
وكان العزيز يحب العدل في الرعية، وينصف المظلوم من الظالم، وكان كريما جوادا ممدوحا، فأحبته الرعية وصفا له الوقت بالديار المصرية. ثم انه استكثر في عسكره من المماليك الديالمة والمصامدة والأتراك المغل. واستقر بالقاضي يعقوب ابن كلس وزيرا.
قيل لما تولى العزيز الخلافة دخل عليه عبد الله بن حسن الجعفري الشاعر يهنئه بالخلافة بعد موت أبيه فأنشده هذه القصيدة منها:
عمت خلافته مصرا فصار بها … كأنه الشمس فيها حلت الحملا
إن المعز الذي لا خلق يشبهه … الا العزيز ابنه ان قال أو فعلا