للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذي الحجة قرر محمد بن السلاح في التكلم على جهة الجيزة، عوضا عن ابن الصعيدي.

وفيه كان عيد النحر يوم الجمعة، وكانت الأضحية مشحوتة وغالية، بسبب قلة الجالب، من أذى المماليك الجلبان.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة قاضي الجماعة الغرناطي المالكي، توفي بغرناطة، وكان من أهل العلم والفضل.

وفي أواخر السنة المذكورة كثر الأذى من العبيد والزعر، وكثر قتل القتلى حتى أن شخصا من البياطرة قتل بالجزيرة الوسطى، ولا يعلم من قتله. ووجد شخص من المماليك الإينالية مقتولا بمنزله ولا يعلم من قتله. وقتل غير ذلك جماعة كثيرة.

[سنة تسع وثمانين وثمانمائة (١٤٨٤ م)]

فيها، في المحرم، توفي الجمالي يوسف الحنبلي ابن الشهابي أحمد بن نصر الله بن أحمد البغدادي، قاضي قضاة الحنابلة، وكان رئيسا حشما، تولى عدة مدارس الحنابلة، منها المدرسة البرقوقية، وكان شاهد ديوان الأمير تمراز التمشي أمير سلاح، وكان لطيف بالذات، عشير الناس، لا بأس به.

وفيه أعيد أبو الفتح المنوفي إلى نيابة جدة، عوضا عن عبد الرحمن بحكم وفاته.

وفيه توفي الشيخ الصالح المعتقد المجذوب سيدي على القليوبي ورضي عنه. وكان له مكاشفات وكرامات خارقة.

وفيه قبض على شخص بالقرافة يتزيا بزي أهل الصلاح، وله شعر في رأسه، فدخل إلى مزار سيدي أبي العباس الحرا، وسرق الستر من فوق ضريحه، وقد فعل ذلك في عدة مزارات، وكان في زي حسن لا يظن به سوء. فلما اشتهر بذلك ضرب وشهر بالقاهرة.

وفيه توفي الشيخ ولي الدين أحمد، شيخ الآثار النبوية وقاضي ثغر دمياط، وكان دينا خيرا حسن السيرة لا بأس به.

وفيه دخل الحاج إلى القاهرة، وقد تأخر دخول المحمل إلى رابع عشريه، مما حصل لهم في السنة المذكورة من المشقة الزائدة، من موت الجمال، والعطش.

وفيه عين السلطان تجريدة ثانية تقوية لمن تقدم من العسكر، فعين تمراز التمشي أمير سلاح باش العسكر، ومن المقدمين أزبك اليوسفي، وعين من الجند نحوا من أربعمائة

<<  <  ج: ص:  >  >>