للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مملوك من المماليك السلطانية. وكان سبب تعيين هذه التجريدة، أن السلطان قد بلغه أن ابن عثمان ملك الروم، وقد أمد على دولات بعساكر كثيرة. وهذا أول تحول ابن عثمان على بلاد السلطان. واستمرت الفتن بعد ذلك تتزايد، إلى أن كان ما سنذكره في موضعه.

*****

وفي صفر توفي الشيخ شهاب الدين الأبناسي، وهو أحمد بن ابراهيم بن علي بن أحمد بن محمد الشافعي، وكان علما فاضلا دينا خيرا منقطعا إلى الله تعالى.

وفيه توفي يحيى بن شاد بك المعروف بقاصد الحبشة، أحد أجناد الحلقة، وكان رئيسا حشما عارفا بلغة الحبشة، فكه المحاضرة. ومولده بعد العشرة والثمانمائة.

وفيه توفي شيخ عربان جبل نابلس، وهو حرب ابن أبي بكر بن محمد بن علي بن عبد القادر، مات وهو مسجون بالبرج في القلعة، وجرى عليه شدائد ومحن، وآل أمره إلى أن مات مسجونا.

*****

وفي ربيع الأول جاءت الأخبار بأن العسكر الذي خرج من القاهرة، قد تقاتل مع علي دولات أخي سوار، وقد كسر العسكر، وقتل منهم جماعة كثيرة من الأمراء والجند … فقتل الأمير قاني بك جشحة رأس نوبة ثاني، أحد الأمراء الطبلخانات، وقتل معه جماعة من أمراء حلب والشام. وكان قاني بك هذا أميرا إنسانا حشما حسنا شجاعا بطلا. تولى من الوظائف شادية الشون، ثم الحجوبية الثانية، ثم رأس نوبة الثانية بقي أمير أربعين. وأصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان لا بأس به.

وفيه رسم السلطان بعمل مولد للسيدة نفيسة ورحمها، ورسم للخليفة أن يحضر به والقضاة الأربعة وأعيان الناس. واجتمع هناك قراء البلد قاطبة، ومد هناك أسمطة حافلة، وهو أول من أحدث هذا المولد، بالمشهد الشريف، وصار يقال له مولد الخليفة.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي بالقلعة على العادة، وكان حافلا.

وفيه توفي المسند رضي الدين الأوكالي، وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن العز، الشافعي القاهري، وكان عالما فاضلا محدثا مسند القاهرة، وكان لا بأس به.

وفيه توفي الشيخ عباس الفاسي نزيل القاهرة وكان لا بأس به.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>