وفي ربيع الآخر خلع السلطان على الجمالي يوسف بن الزرازيري كاشف البهنسا، وقرره في الوزارة، عوضا عن خشقدم الطواشي، بحكم صرفه عنها، وقرر قاسم شغيته في نظر الدولة.
وفيه كان تفرقة النفقة على الجند المعينين في التجريدة بسبب علي دولات، ثم بعث النفقة إلى الأمراء الذي تقدم ذكرهم. وكان تعين أقبردي الدوادار إلى التجريدة. ثم بطل بعد ذلك فشق على العسكر بطلانه، وكثر القيل والقال بسبب ذلك.
وفيه توفي أقبردي اليوسفي أحد العشراوات، وكان أصله من مماليك الأشرف برسباي، وكان لا بأس به.
وفيه أنعم السلطان على مملوكه قانصوه الغوري بأمرية عشرة، وعينه إلى التجريدة
وقانصوه هذا هو قانصوه سلطان مصر الآن.
وفيه توفي تاني بردى الشرف الإينالي، وكان لا بأس به تأمر بحلب أمرية عشرة.
*****
وفي جمادي الأول توفي تاج الدين محمد بن الكردي الحنفي، وكان عالما فاضلا لا بأس به.
وفيه توفي الخواجا الكارمي بدر الدين حسن ابن ابراهيم بن عليبة السكندري، أخو الخواجا عبد القادر تاجر السلطان، وكان لا بأس به.
وفيه خرج خروج الأمير تمراز التمشي، أمير سلاح، وأزبك اليوسفي، ومن عين معهما من الأمراء العشراوات والجند، فكان لهم يوم مشهود. وكان عدة الجند الذي خرجوا مع الأمراء نحوا من ألف مملوك.
وفيه وقع الرخاء بالديار المصرية، حتى ابتيعت البطة الدقيق بأربعة أنصاف، وكل أردب قمح بنصف دينار. وانحطت الأسعار في سائر البضائع بعد تلك الغلوة التي تقدمت.
وكان قد اشتد الأمر جدا وانفرج عن قريب.
وفيه توفي التاجر نور الدين بن مقلاج المصري، وكان في سعة من المال. وتوفي السيد الشريف شهاب الدين أحمد الأرسوني المالكي، أحد نواب الحكم، وكان عالما فاضلا مفتيا متواضعا علامة في مذهبه. ومولده سنة سبع وعشرين وثمانمائة.