وفي جمادي الآخرة توقف النيل عن الزيادة، وقلق الناس ثم تزايد، واستمرت الزيادة عمالة حتى كان الوفاء.
وفيه عزل الجمالي يوسف بن الزرازيري عن الوزارة، وقرر بها قاسم شغيته على عادته.
وفيه خلع السلطان على القاضي شهاب الدين أحمد الدرسالي، وقرره في قضاء الإسكندرية، عوضا عن عفيف الدين بحكم صرفه عنها.
وفيه كثرت المرافعات في قاضي القضاة الحنفي شمس الدين الغزي، بسبب أوقاف الحنفية، فرسم السلطان بأن يتوجه إلى بيت برسباي قرا رأس نوبة النوب، وتحضر القضاة الثلاثة، ويعقد مجلس بسبب أوقاف الحنفية. فلما حضر إلى هناك حصل له غاية البهدلة من الجباة وغيرهم.
وفيه توفي جاني بك بن تمرباي، ابن أخت السلطان، وكان شابا صغير السن جميل الصورة، لا بأس به، ذا عقل وحشمة.
وفيه توفي سيدي محمد السدار، ﵀ ورضي عنه، وكان له كرامات ومكاشفات خارقة.
*****
وفي رجب توفي العلامة شمس الدين الجوهري وهو محمد بن عبد المنعم بن اسماعيل القاهري الشافعي، وكان عالما فاضلا بارعا في العلوم، عارفا بمذهب الإمام الشافعي ﵁ ورحمه. وله عدة مصنفات، وتولى عدة تداريس، وشهرته تغني عن مزيد التعريف به.
وفيه توفي نور الدين على السنهوري المالكي، وهو الشيخ علي بن عبد الله بن علي الأزهري، وكان إماما في مذهب المالكية، وله شهرة طائلة، وكان بارعا في الفقه والعربية، والقراءات السبع، وغير ذلك من العلوم، وألف الكتب النفيسة في العلوم الجليلة، ومات وهو كفيف. وكان دينا خيرا صالحا مباركا، ومولده سنة خمس عشرة وثمانمائة.
وكان عنده اطراح نفس، مع تواضع وتقشف، وقد كف في آخر عمره فكان كما قيل: