للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ما كان من أمر الملك المنصور أمير حاج والأتابكي منطاش.

وأماما كان من أمر الأمراء الذين بالقاهرة بعد خروج السلطان فان الأمير صراى تمر نائب الغيبة، لما رحل السلطان من القاهرة، أمر بسد أبواب القلعة، وهي: باب الدرفيل، وباب الميدان، وباب القرافة، وسد بعض أبواب القاهرة الصغار، ثم أن نائب الغيبة رمى على أولاد الناس المقيمين بالقاهرة كل واحد فرسا أو ثمنه، فحصل للناس منه غاية الضرر الشامل، وصارت القاهرة كل يوم في اضطراب وقلة أمن.

وفي هذه السنة توفى الشيخ شمس الدين بن الصائغ الحنفي، وكان من أيان العلماء وله شعر جيد في البديع، فمن ذلك قوله في الصاحب كريم الدين ابن الغنام:

وزير الملك عيد ألف عيد … فأنت الصاحب الخلق الجليل

فمنك غنيت في الأضحى بكبش … ملئ بالغنا كاف كفيل

[سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة (١٣٩٠ م)]

فيها جاءت الأخبار من غزة بأن أكثر العسكر تسحب من عند الملك المنصور وتوجهوا إلى الظاهر برقوق.

ومن الحوادثم بالقاهرة أن جماعة من مماليك الأمراء اتفقوا مع مماليك الأمير صراى تمر نائب الغيبة على قتل أستاذهم صراي تمر. فلما تحقق صراي تمر ذلك أرسل الأمير قطلوبغا الحاجب، ووالي القاهرة، فكبسا على جماعة من المماليك الذين هم رأس الفتنة في مكان في البرقية، فمسكا منهم ستة أنفس وهم لابسون آلة الحرب. فلما قبضا عليهم أحضراهم إلى الأمير صراي تمر نائب الغيبة فعاقبهم وقررهم فأقروا بأنهم قصدوا قتل جماعة من الأمراء، فسجنهم بخزانة شمايل.

ثم أن الأمير صراي تمر أرسل يعرف الأمير تكا الأشرفي رأس نوبة ثاني عما وقع من هذا، فلما أشيع ذلك بين الأمراء قبض كل أمير من الأمراء على جماعة من مماليكه، فمسكوا منهم نحو خمسين مملوكا وسجنوهم. ثم أن الأمير صراي تمر أرسل فقبض على سيدي بيبرس ابن أخت الملك الظاهر برقوق وسجنه بالقلعة.

ثم أن الأمير صراي تمر نائب الغيبة نادى في القاهرة بأن كل من مسك مملوكا من مماليك الظاهر برقوق يأخذ له عشرين دينارا. فلما جرى ذلك اضطربت القاهرة، وأشاعوا بأن المماليك الذين في القاهرة يقصدون الوثوب على الأمراء. فلما تحقق الأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>