وخطب باسمها على منابر مصر وأعمالها، ونفذت مراسيمها في الآفاق بعلامتها، وكانت علامتها على المراسيم "والدة خليل". وكانت كثيرة البر والصدقات، ولها أوقاف على جهات خير وصدقة، وكانت قتلها في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وخمسين وستمائة (١٢٥٨ م).
وأما الخدام الذين قتلوا المعز أيبك التركماني فهرب بعضهم إلى بلاد الشرق، وصلب بعضهم على باب القلعة وأقام أياما، وكان الملك أيبك التركماني رجلا عاقلا حليما نظر في مصالح الرعية في أيامه. وكان كفؤا للسلطنة ودفع العدو، وكان يحب الجهاد في سبيل الله تعالى مع الافرنج. وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية والبلاد الشامية سبع سنين، منها مدة انفراده بالسلطنة خمس سنين وثلاثة أشهر، وكانت مدة الأشرف يوسف الذي هو من بني أيوب الذي شارك أيبك في السلطنة سنة وأشهرا.
وأيبك هذا هو أول ملوك الترك. ولما قتل تولى من بعده ابنه نور الدين علي.
ومن الأبيات اللطيفة التي تتضمن أسماء ملوك الترك والجراكسة - دون أسماء أولادهم - ممن تولى السلطنة بالديار المصرية، وهم على الترتيب من مبتدأ دولتهم إلى الآن، وهي هذه:
أيبك، قطر، يعقبا … بيبرس ذو الكمال
بعد قلاون بع … - د كتبغا المفضال
لاجين، بيبرس، بر … قوق شيخ ذو الأفضال
ططر، برسباي، جق … - مق ذو العلا، اينال
وخشقدم عنه قل … بلباي ذو الأحوال
تمربغا، قابيتبا … ى الفحل ذو الاقبال
وقانصوه، جنبلا … ط عنهما أقوالي
وبعدهم جاء طو … من باي بالاقبال
وقانصوه بعده … ذا مظهر الأهوال
- الملك المنصور
هو الملك المنصور، نور الدين علي، ابن الملك المعز أيبك التركماني الصالحي، وهو الثاني من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، تولى السلطنة بعد قتل أبيه الملك المعز أيبك التركماني يوم الخميس سادس عشرى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة (١٢٥٧ م)، وكان له من العمر لما تولى السلطنة احدى عشرة سنة، وكان القائم بتدبير