للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو آخر من تولى الملك من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاون، وكان مجموع من تولى من أولاد محمد بن قلاون ثمانية، وكان الناصر حسن كفؤا للسلطنة.

ولما قتل تولى من بعده ابن أخيه المظفر حاجى، وأما من توفى في أيامه من الأعيان فهم:

الملك الصالح صلاح الدين صالح، ابن الملك الناصر محمد بن قلاون، أخو الملك الناصر حسن. وقد تقدم أنه لما خلع من السلطنة استقر مقيما بدار الحرم إلى أن مات في سنة احدى وستين وسبعمائة في دولة أخيه حسن، ودفن في تربة عمه الملك الصالح علي بن قلاون داخل القبة التي أنشأها بجوار المدرسة الأشرفية التي بطريق السيدة نفيسة.

وتوفى في أيامه الشيخ بهاء الدين بن عقيل من أعيان العلماء، وتوفى الحافظ العلامة مغلطاي، وتوفى الشيخ أبو أمامة من أعيان العلماء، وتوفى ابن النقاش من كبار علماء الشافعية، وغير ذلك من أعيان العلماء جماعة كثيرة.

وتوفى في أيامه أيضا الشيخ صفي الدين الحلى صاحب شرح البديعية. وكان شاعرا ماهرا، وله شعر جيد في ديوان لطيف كله غرر ومحاسن. ومن لطائف قوله:

من شاء يملك حفظ صحة جسمه … ويفوز طول حياته بدوامها

فليجعلن غذاءه من أربع … لا يقبل التغيير في أقسامها:

من لحم ساعته، وخبز نهاره … وطعام ليلته، وقهوة عامها

- الملك المنصور محمد

هو الملك المنصور محمد، ابن الملك المظفر حاجى، ابن الملك الناصر محمد بن قلاون، وهو الحادي والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية. بويع بالسلطنة بعد قتل عمه الملك الناصر حسن في يوم الأربعاء تاسع جمادي الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة، فتولى الملك وله من العمر أربع وعشرون سنة. وكان القائم في أمور تدبير مملكته المقر السيفي يلبغا العمري، فاستقر به أتابك العساكر. وكانت عظمة الأمير يلبغا في أيام الملك المنصور، فخلع على المقر السيفي قشتمر المنصوري واستقر به نائب السلطنة، ثم رسم بالافراج عمن كان مسجونا من الأمراء بثغر الاسكندرية -

<<  <  ج: ص:  >  >>