للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دمشق نقلوا تنكزا … فيالها من آية ظاهرة

في جنة الدنيا له جثة … وروحه في جنة الآخرة

وقال فيه أيضا رحمه الله تعالى:

في نقل تنكز سر … أراده الله ربه

أتى به نحو أرض … يحبها وتحبه

وكانت صفة تنكز: أسمر اللون، خفيف العوارض طويل القامة، حسن الشكل، وافر العقل، سديد الرأي، حسن السياسة، وكان دينا خيرا، كثير البر والخير، وله معروف وآثار للخير بمصر والشام، وكان طاهر الذيل عن … غير أنه كان صعب الخلق شديد الغضب، إذا غضب على أحد لم يرض عنه أبدا.

وكانت مدة نيابته بدمشق ثمانيا وعشرين سنة، وهذا لم يتفق لنائب قبله. وكانت أهل دمشق عنه راضية في مدة ولايته.

[سنة إحدى وأربعين وسبعمائة (١٣٤١ م)]

فيها توفي القاضي محيى الدين بن فضل الله العمري كاتب السر الشريف. فلما توفى استقر ولده القاضي شهاب الدين بن فضل الله عوضه، فجاء في المنصب أعظم من والده.

وكان عالما فاضلا، وله نظم ونثر، وألف كتابا في صنعة الإنشاء، وصار العمل عليه إلى الآن بين الموقعين في الإنشاء، وصار عمدة الموقعين، وبه يقتدون. وقد قال منشيه في المعنى:

يا طالب الإنشاء خذ علمه … عني، فعلمي غير منكور

ولا تقف بباب غير فما … تدخله إلا بدستور

وفي هذه السنة تزايدت عظمة الملك الناصر محمد بن قلاون، وكثرت مماليكه حتى صار راتبه ورواتب مماليكه كل يوم من اللحم الضاني ستة وثلاثين ألف رطل. وبالغ في مشتري المماليك حتى قيل بلغت مشترواته اثنى عشر ألف مملوك. وهو أول من اتخذ الشاش والقماش للعسكر والأقبية المفتوحة، واتخذ الطرز الذهب والحوائص الذهب والسيوف المسقطة بالذهب والأقبية القاقم. وهو أول من رتب المواكب في القصر على هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>