للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعد مدة جاءت الأخبار بأن ابن عثمان وصل إلى ملطية ومكلها ولم يشوش على أحد من أهلها، وأمر عسكره بألا ينهبوا لأحد من الرعية شيئا، فأقام بملطية أياما ثم رجع إلى بلاده فبطل أمر التجريدة وسكن الحال.

وفي هذه السنة توفى الأمير بكلمش العلائي بالقدس الشريف، وتوفى في هذه السنة أيضا الأمير شيخ الصفوى أمير مجلس، وكانت وفاته بالقدس الشريف أيضا. ومات الأتابكي كمشبغا الحموي بالسجن بثغر الاسكندرية، وتوفى أرغون شاه الابراهيمي نائب حلب، وتوفى قاضي القضاة الشافعي عماد الدين الأزرقي وهو صاحب تاريخ مكة، وتوفى قاضي القضاة المالكي ناصر الدين بن الونسي، ومات فيها جماعة كثيرة.

[سنة اثنتين وثمانمائة (١٣٩٩ - ١٤٠٠ م)]

فيها في يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم، ركب الملك الناصر ونزل من القلعة وزار قبر والده برقوق وشق من القاهرة ودخل من باب النصر، وكان له موكب عظيم، وزينوا له المدينة وضجوا له بالدعاء، فشق من المدينة وطلع إلى القلعة … وهذا كان أول مواكبه.

وفيها جاءت الأخبار من دمشق بأن تنم نائب الشام خامر وأظهر العصيان، وخرج عن الطاعة، وأطلق من كان مسجونا من الأمراء بقلعة دمشق من أيام الملك الظاهر برقوق.

فلما بلغ السلطان ذلك طلب المقر الأتابكي أيتمش، فلما حضر قال له: "أنا قد بلغت الحلم، وقصدي أن أترشد" فقال الأتابكي أيتمش: "نعم … السمع والطاعة". ثم أرسل خلف أمير المؤمنين المتوكل على الله والقضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، فلما تكامل المجلس قام المقر السعدي سعد الدين بن غراب وكيلا عن السلطان، وادعى في المجلس بين يدي القضاة، فأعذر له الأتابكي أيتمش وثبت رشده في ذلك اليوم وحكم به القضاة وأعذر له أمير المؤمنين.

ثم أن السلطان خلع على أمير المؤمنين وعلى القضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني والأتابكي أيتمش ونزلوا إلى بيوتهم، ثم أن السلطان نادى في القاهرة بالزينة فزينت له سبعة أيام، ودقت البشائر، ونودى بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء والدعاء بالنصر للسلطان، فضج الناس له بالدعاء.

فلما كان يوم الاثنين عاشر ربيع الأول من سنة اثنتين وثمانمائة ركب المقر الأتابكي أيتمش على السلطان، وألبس مماليكه آلة الحرب وطلع إلى الرميلة بين المغرب والعشاء، فاجتمع عنده جماعة من الأمراء المقدمين وهم: الأمير ثغرى بردي أمير سلاح، والأمير أرغون شاه البيدمري أمير مجلس، والأمير فارس حاجب الحجاب، وغير ذلك جماعة من

<<  <  ج: ص:  >  >>