وفيها تزايدت عظمة الأمير زين الدين الحبي استادار العالية، ورقى في أيام الملك الظاهر هذا إلى الغاية، وهو صاحب الجامع الذي بالحبانية، والجامع الذي في بولاق، والجامع الذي بين السورين، وله عدة جوامع بمصر وغيرها. وكان له حرمة وافرة وكلمة نافذة، وكان الملك الظاهر منقادا له لا يسمع فيه مرافعة، ولم يجئ بعده من يناطيه في الاستدارية، بل كان آخرهم.
[سنة خمسين وثمانمائة (١٤٤٦ م)]
فيها تغير خاطر السلطان على الأمير جاني بك الظاهري حاجب الحجاب بسبب عبد قاسم الكاشف الذي كان قد اشتهر بالصلاح، فنفى الأمير جاني بك إلى ثغر دمياط لأمر أوجب ذلك.
وفيها رسم السلطان بإعادة مولد سيدي أحمد البدوي بعد ما كان بطل.
وفيها هجم الفيل الكبير على سايسه وقتله. فلما بلغ السلطان رسم بقتل الفيل.
وفيها أحضر السلطان الأمير خشقدم الناصري من الشام، فلما حضر أنعم عليه بتقدمة ألف.
[سنة احدى وخمسين وثمانمائة (١٤٤٧ م)]
فيها تغير خاطر السلطان على الشيخ برهان الدين البقاعي، وقد وقف شخص وشكاه للسلطان، فأمر بسجنه بالمقشرة، وأخرج عنه وظيفته في قراءة الحديث، ثم نفاه إلى الهند حتى شفع فيه بعض الأمراء.
[سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة (١٤٤٨ م)]
فيها كانت وفاة الشيخ الصالح السيد الشريف الحسيب النسيب شمس الدين محمد الطباطبي أعاد الله علينا من بركاته، ودفن بالقارفة الكبرى عند الشيخ فضل الله بن فضالة.
وفي هذه السنة كان مولدي، وذلك في يوم السبت سادس ربيع الآخر من السنة المذكورة. هكذا نقلته من خط والدي ﵀ عليه.
وفيها من الحوادث أن السلطان رسم بسد خوخة الجسر التي ببركة الرطلي لأمر أوجب ذلك، فحصل عند الناس اضطراب زائد بسبب ذلك. ثم تكلم في ذلك الجمالي يوسف ناظر الخاص فرسم بإعادة كل شيء على حاله.