للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة - وهي سنة خمس عشرة وسبعمائة - كانت وفاة الشيخ شمس الدين محمد ابن العفيف، وكان مولده سنة اثنتين وستين وستمائة، فكانت مدة حياته ثلاثا وخمسين سنة. وكان شاعرا ماهرا، رقيق الشعر والنظم، وله شعر جيد، فمن تغزلاته اللطيفة قوله:

يا ساكنا قلبي المعنى … وليس فيه سواه ثاني

لأي معنى كسرت قلبي … وما التقى فيه ساكنان

[سنة ست عشرة وسبعمائة (١٣١٦ م)]

فيها جرد السلطان العساكر نحو صحراء عيذاب بأعالي بلاد الصعيد بسبب فساد العربان، فخرج في هذه التجريدة ستة أمراء مقدمين وألفا مملوك، فتوجهوا إلى بلاد البجاة وجاوزوا الأقاليم الثلاثة فلم يظفروا بأحد من العربان العصاة، فرجعوا إلى القاهرة من غير طائل، وكان قوت العسكر في هذه التجريدة الذرة والماء من الحفائر، وكانت العرب في الجبال فلم يظفروا منهم بأحد يلوح.

وفي هذه السنة كانت وفاة الشيخ علاء الدين ابن المظفر الكندي الشهير بالوداعي، وكان مولده سنة أربعين وستمائة، ووفاته سنة ست عشرة وسبعمائة، فكانت مدة حياته ستا وسبعين سنة. وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:

لقد سمح الزمان لنا بيوم … غدا فيه السمي مع السمي

تجمعنا كأنا ضرب خيط … على في على في على

[سنة سبع عشرة وسبعمائة (١٣١٧ م)]

فيها جرد السلطان العساكر إلى نحو مدينة أحد، فطرقوها على حين غفلة، فهرب أهلها منها، فملكها عسكر مصر من غير محاصرة.

وفي هذه السنة توجه السلطان إلى غزة، وتوجه من هناك إلى زيارة بيت المقدس فزاره، ثم توجه إلى زيارة الخليل فزاره، ثم رجع إلى الديار المصرية وذلك في جمادي الآخرة من السنة المذكورة.

وفي هذه السنة وفي النيل في التاسع والعشرين من أبيب وزاد عن الوفاء نصف ذراع، فكسر بعد العصر خوفا من قوة عزم الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>