للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مسجد التين بالقرب من المطرية، تلاقى هو وسنقر الأشقر هناك. فلما وقعت عين سنقر الأشقر على السلطان نزل عن فرسه، ونزل السلطان أيضا، وتعانقا. فبكى سنقر الأشقر وطلب الأمان من السلطان، فأعطاه منديل الأمان فوضعه على رأسه، ثم ركبا وتوجها إلى القلعة في موكب عظيم، وسنقر الأشقر راكب إلى جانب السلطان. فلما طلعا إلى القلعة، خلع عليه ونزل إلى مكان قد أعد له، ونزل معه سائر الأمراء إلى ذلك المكان ثم انصرفوا، وكان ذلك في يوم السبت ثالث عشر ربيع الأول من سنة أربع وثمانين وستمائة.

[سنة خمس وثمانين وستمائة (١٢٨٦ م)]

فيها قبض السلطان على مملوكه الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، وصادره واحتاط على موجوده، واستصفى أمواله بعد أن عصره بالمعاصير حتى كسر رجليه، وخلعه من الوزارة، ثم خلع على مملوكه الأمير بدر الدين بيدرا المنصوري، واستقر به وزيرا عوضا عن سنجر الشجاعي.

وفي هذه السنة توفي الشيخ محيي الدين بن قرناص الحموي، وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد، فمن ذلك قوله:

أيا حسنها روضة قد غدا … جنوني قنونا بأفنانها

أتى الماء فيها على رأسه … لتقبيل أقدام أغصانها

[سنة ست وثمانين وستمائة (١٢٨٧ م)]

فيها توعك المقام العلائي نور الدين علي، ولد السلطان الملك المنصور قلاون، وكان والده المنصور ولاه السلطنة في أيام حياته، وركب بشعار السلطنة وجلس على سرير الملك وقبل له الأمراء الأرض، وجلس إلى جانب والده قلاون. وكان سبب سلطنته أن الملك المنصور قلاون كان كثير الأسفار إلى نحو البلاد الشامية، فسلطن ولده نور الدين عليا ولقبه بالملك الصالح ليكون عوضه في مصر إذا سافر إلى البلاد الشامية، فأقام على ذلك مدة في حياة والده ثم أن الملك الصالح عليا مرض مرضا شديدا بحمى الكبد حتى أشرف على الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>