السلطان، فلما حضر إلى القاهرة ومثل بين يدي السلطان أمر بتسميره، فسمروه على جمل وطافوا به مصر والقاهرة، ثم وسطوه في الرميلة بسوق الخيل ثم دفنوه.
[سنة خمس وخمسين وسبعمائة (١٣٥٤ م)]
فيها توفي القاضي شهاب الدين ابن فضل الله كاتب السر الشريف بالديار المصرية والبلاد الشامية، وكان عالما فاضلا، ناظما ناثرا، وله شعر جيد، وصنف كتابا في صناعة التوقيع وصار العمل عليه إلى الآن بين الموقعين، وبه يقتدون.
ومما وقع للقاضي شهاب الدين هذا أنه رثى نفسه قبل أن يموت بهذين البيتين، ووجدا في دواته بعد موته:
ومن الحوادث في هذه السنة أنه في يوم الاثنين ثاني شوال وثب جماعة من الأمراء على الملك الصالح، وكان الأمير طاز قد توجه إلى نحو البحيرة ليتصيد، فاغتنم الأمراء هذه الفرصة، فركب في ذلك اليوم الأمير شيخو العمري وجماعة من الأمراء وهجموا على السلطان الملك الصالح وخلعوه من الملك وسجنوه بدور الحرم من يومه، وزال ملكة كأنه ما كان فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية - إلى أن خلع من السلطنة - ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما. وكان ملكا عظيما دينا خيرا حسن السيرة، ساس الرعية في أيامه أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية، وكانت أيامه كلها خيرا وعدلا، وكان قليل الأذى كثير الخير.
ولما خلع من السلطنة اشتور الأمراء فيمن يولونه سلطانا فوقع الاتفاق على عود الملك الناصر حسن ابن محمد بن قلاون أخى الملك الصالح، فأخرجوه من دور الحرم وسلطنوه كما سيأتي ذكر ذلك في موضعه.
- عود الملك الناصر حسن
وهي السلطنة الثانية. فلما خلع الملك الصالح صالح من السلطنة وقع الرأي على عود الملك الناصر حسن، فأخرجوه من دور الحرم وسلطنوه، وذلك في يوم الاثنين ثاني شوال