للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك ليلا ونهارا، وصار الناس يخوضون في البحر إلى نصف الليل، وقد قال القائل في المعنى:

في جزيرة بولاق رأينا عجب … أسد ساروا معم ظبا شاردين

حين رأينا ذيك الوجوه الصباح … أذهلونا خضنا مع الخايضين

وقال آخر وأجاد:

امض لبولاق ترى بجزيرة … حور وولدان لها تأنيق

لي من تحابي وردها نشر زها … ولها بقلبي هزة وعلوق

وقد خرجت هذه السنة على الناس وهم في أمن وسلامة، وكانت سنة مباركة على الناس، أخصب فيها الزرع، ووقع بها الرخاء في سائر البضائع والغلال، وكانت سنة هادئة من الفتن بين الأتراك، وقد حصلت بها هذه النصرة العظيمة على عربان الحجاز، بعد ما كاد الحاج أن ينقطع من فساد الطرقات إلى مكة من عرب بني إبراهيم فلله الحمد.

[سنة ثلاث عشرة وتسعمائة (١٥٠٧ - ١٥٠٨ م)]

فيها - في المحرم - كان خليفة الوقت: الإمام المستمسك بالله أبو النصر يعقوب، الهاشمي الأبوين، ابن المتوكل على الله عبد العزيز.

والسلطان يومئذ: الملك الأشرف، أبو النصر قانصوه بن بيبردي الغوري عز نصره.

والقضاة الأربعة: جمال الدين إبراهيم القلقشندي الشافعي، وسري الدين عبد البر بن الشحنة الحنفي، وبرهان الدين إبراهيم الدميري المالكي، وشهاب الدين أحمد الشيشيني الحنبلي.

وأما الأمراء أرباب الوظائف من المقدمين فهم: الأتابكي قرقماس بن أركماس بن ولي الدين أمير كبير، ودولات باي قرابة العادلة أمير السلاح، وسودون العجمي أمير مجلس، وقاني باي قرا الرماح أمير آخور كبير، وطراباي الشريفي رأس نوبة النوب، وأزدمر بن علي باي دوادار كبير، وأنصباي بن مصطفى حاجب الحجاب.

وأما أرباب الوظائف من المباشرين: فالقاضي محب الدين محمود بن أجا الحلبي كاتب السر الشريف ناظر ديوان الإنشاء بالديار المصرية، والقاضي محيي الدين عبد القادر

<<  <  ج: ص:  >  >>