للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه توفي شاهين الظاهري أحد الأمراء العشراوات وكان لا بأس به.

[سنة أربع وثمانين وثمانمائة (١٤٧٩ م).]

فيها، في المحرم، توجه الأمير يشبك الدوادار إلى ثغر دمياط. وكان السلطان قد جعله متحدثا عليها، فلما توجه هناك أنشأ على فم البحر الملح عند برج الملك الظاهر بيبرس البندقداري سلسلة من حديد زنتها نحو من مائتين وخمسين قنطارا. وكانت هذه السلسلة قديما هناك، ثم بطل أمرها فجددها الأمير يشبك الدوادار، في السنة المذكورة، وحصل بها النفع، لطرد المراكب التي للفرنج.

وفيه وصل الحاج إلى القاهرة وحمدت سير الأمير قجماس أمير المحمل.

وفيه في يوم السبت رابع عشريه، كانت وفاة أمير المؤمنين الجمالي يوسف رحمه الله تعالى المستنجد بالله العباسي ابن محمد المتوكل على الله ابن المعتضد بالله أبي بكر بن المستكفي بالله سليمان ابن الإمام أحمد الحاكم بأمر الله العباسي الهاشمي. وكان الثالث عشر من خلفاء بني العباس بمصر. تولى الخلافة بعد أخيه حمزة، ودام في الخلافة نحوا من خمس وعشرين سنة وأشهر. وكان رئيسا حشما، وعنده لين جانب، مع تواضع زائد، ورأى في خلافته العز وقلد فيها خمسة من السلاطين، وهم: المؤيد أحمد ابن الأشرف اينال، والظاهر خشقدم، والظاهر بلباي، والظاهر تمربغا، والأشرف قايتباي، ومات وله من العمر زيادة على الثمانين سنة. ومولده بعد التسعين والسبعمائة. ولما مات دفن عند أقاربه بجوار مشهد السيدة نفيسة . وهو أول خليفة سكن بالقلعة، ودام بها حتى مات، ومات عن غير ولد ذكر، بل خلف بنتا تسمى ست الخلفاء، فعهد بالخلافة بعده لابن أخيه العزي عبد العزيز.

- خلافة المتوكل على الله العباسي

هو المتوكل على الله، أبو العز عبد العزيز، ابن يعقوب، ابن محمد المتوكل على الله، ابن المعتضد بالله أبي بكر، ابن المستكفي بالله سليمان، ابن الإمام الحاكم بأمر الله أحمد العباسي الهاشمي.

وهو الرابع عشر من خلفاء بني العباس بمصر. بويع بالخلافة بعد موت عمه الجمالي يوسف بعهد منه. وكانت ولايته في يوم الإثنين سادس عشرى المحرم من السنة المذكورة، فطلبه السلطان، فحين حضر حضر القضاة الأربعة، أرباب الدولة، وكان يومئذ

<<  <  ج: ص:  >  >>