للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمه موسى موجودا، ولكنه كان غير صالح للخلافة. فلم يكن في بني العباس يومئذ أمثل من العزي عبد العزيز، فوقع الإتفاق من السلطان والأمراء على ولايته، فتولى الخلافة في ذلك اليوم، ولم يل الخلافة من اسمه عبد العزيز سواه. ثم أنه أراد أن يلقب نفسه بالمستعز بالله، فعورض في ذلك ولقبوه بالمتوكل على الله، كلقب جده محمد المتوكل، فأحضر إليه شعار الخلافة، وأفيض عليه، وقدمت إليه فرس النوبة بالسرج الذهب والكنبوش. ونزل من القلعة في موكب حافل، وأمامه قضاة القضاة، وأعيان الدولة. فتوجه إلى مكان تسكن فيه الخلفاء. ثم تحول من يومه وطلع إلى القلعة، وسكن بدار عمه يوسف، التي هي داخل الحوش السلطاني، وطالت أيامه في الخلافة وكان كفئا لذلك. وكانت سنه لما تولى الخلافة نحوا من اثنتين وستين سنة أو أكثر من ذلك. وكان مولده سنة تسع عشرة وثمانمائة، وكانت أمه تسمى حاج ملك بنت مقبل، وهو شخص من المماليك السلطانية.

*****

وفي صفر تغير خاطر السلطان على أزدمر الطويل الإبراهيمي الإينالي، حاجب الحجاب، فرسم بنفيه وبعث إليه بألفي دينار يتجهز بها.

وفيه نزل السلطان وتوجه إلى منف، وأقام بها أياما، ثم عاد إلى القلعة.

*****

وفي ربيع الأول أنعم السلطان على تاني بك قرا الأينالي بتقدمة ألف، وهي تقدمة أزدمر الطويل، وعين الدوادارية الثانية إلى قانصوه خمسمائة، وخلع عليه بها بعد أيام.

وفيه نقل السيفي قانصوه اليحياوي من نيابة حلب على نيابة الشام، عوضا عن المرحوم جاني بك قلقسير، بحكم وفاته. ونقل أزدمر قريب السلطان من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب عوضا عن قانصوه اليحياوي، بحكم انتقاله إلى نيابة الشام. وقرر في نيابة طرابلس برد بك المعمار نائب صفد، عوضا عن أزدمر بن مزيد، قريب السلطان. وقرر عوضه في نيابة صفد جاني بك أحد مماليك السلطان، وكان مقيما بالشام بطالا.

وفيه توفي جانم الأعور بن بلباي أمير شكار، أحد العشراوات، وأصله من مماليك الأشرف برسباي.

وفيه ضرب الأمير يشبك الدوادار الكبير الكرة مع السلطان، فسقط صولجان الأمير يشبك من يده، فترجل الأمير جانم الشريفي قريب السلطان، أحد المقدمين عن فرسه، وأخذ الصولجان من الأرض وناوله للأمير يشبك، فلما كان في اليوم الثاني صنع الأمير يشبك

<<  <  ج: ص:  >  >>