للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة شرع السلطان في روك البلاد الشامية - وهو الروك الناصري - فأمر بإحضار كتاب الجيوش الشامية، وحضر نائب غزة وجماعة من الأجناد الشامية والغزاوية، وتكلموا في ذلك وكتبوا المثالات والمناشير وأرسلوها على يد الأمير قجليش السلحدار. ولما وصل إلى الشام سلم الأوراق والمناشير إلى نائب الشام ففرقها على العساكر الشامية.

وفي هذه السنة تحولت سنة اثنتي عشرة وسبعمائة الخراجية، إلى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة الهلالية.

[سنة أربع عشرة وسبعمائة (١٣١٤ م)]

فيها شرع السلطان في عمارة القصر الأبلق الذي بقلعة الجبل، وهو عبارة عن ثلاثة قصور متداخلة في بعضها، وهي خمس قاعات وثلاث مراقد.

قال بعض المؤرخين أن الملك الناصر محمدا هذا أكمل عمارة هذه القصور الثلاثة المتداخلة في عشرة أشهر، فلما انتهى العمل جمع فيها سائر الأمراء حتى القضاة الأربعة، وقرأ فيها ذلك اليوم ختمة، ومد بها سماطا عظيما، وملأ الفسقية التي في القصر الكبير سكرا بماء ليمون، فأكل من ذلك السماط الخاص والعام، وأحضر السلطان للأمراء القمز فشربوا منه، ووقف رءوس النواب على الفسقية يملأون السكر للناس بالطاسات. وخلع السلطان في ذلك اليوم على المعلمين والمهندسين والمرخمين والنجارين والفعلة نحوا من ألفين وخمسمائة خلعة، ما بين متمرات وكوامل وخلع وأقبية وغير ذلك، وفرق من الأموال على الفقراء في ذلك اليوم نحو خمسين ألف دينار، وكان ذلك اليوم يعرف بالسلطاني … ذكر ذلك صاحب كتاب زبدة الأفكار في أخبار الملك الناصر.

[سنة خمس عشرة وسبعمائة (١٣١٥ م)]

فيها جاءت الأخبار بأن تنكز نائب الشام جمع سائر النواب وتوجه إلى نحو ملطية، فحاصر أهلها ومن كان بها من الأرمن، فطلبوا منه الأمان، ففتحها بالأمان في يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم من سنة خمس عشرة وسبعمائة.

وفي هذه السنة راك السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون البلاد المصرية - وهو الروك الناصري بعد الروك الحسامي - فزاد عن الروك الحسامي في مواضع ونقص في مواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>