للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفى الشيخ برهان الدين القيراطي، وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد في علم البديع.

[سنة تسع وثمانين وسبعمائة (١٣٨٧ م)]

فيها في المحرم جاءت الأخبار من تلمسان ببلاد الغرب بأنه وقع بها فتنة عظيمة، وقتل في المعركة ما لا يحصى من عساكر الغرب، وقتل ملكها أبو حمو المعز.

وفي صفر استقر الطنبغا الجوباني في نيابة الشام عوضا عن أشقتمر.

وفيه توفى محمد بن عقيل ابن قاضي القضاة بهاء الدين الشافعي.

وفي ربيع الأول جرت واقعة غريبة، وهي أن السلطان دخل إلى القصر الكبير في غير يوم الموكب، فلما جلس بالشباك رأى خيمة على بعد مضروبة في الروضة على شاطئ النيل، فبعث من كشف عن خبرها، فلما عاد القاصد أخبر السلطان أن بتلك الخيمة كريم الدين الصاحب بن مكانس ومعه جماعة من المماليك فأحضروهم بتمامهم وكمالهم بين يدي السلطان، فأمر بضرب الصاحب كريم الدين بالمقارع وقرر عليه خمسين ألف دينار، ثم عفا عن الباقين … وهذه من الغرائب.

وفي ربيع الآخر ابتدأ السلطان بلعب الرمح بعد الظهر، وأمر المماليك أن ينزلوا من الطباق ويلعبوا الرمح إلى العصر، وهو أول من أحدث ذلك من الملوك، ورسم لهم أن يلعبوا في الحوش السلطاني من الظهر إلى العصر، واستمر ذلك بعده إلى الآن.

وفيه ضرب السلطان فلوسا جددا وجعل لها دائرا وفيها اسمه، فتقول الناس بأنه تدور عليه الدوائر ويسجن، وكان الأمر كذلك كما قيل في ذلك:

احفظ لسانك أن تقول فتبتلى … إن البلاد موكل بالمنطق

ويقرب من ذلك أن الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر جقمق لما تسلطن ضرب دنانير - وهي المناصرة - فجعلوا اسمه في دائرة، فلما رآها يوسف ناظر الخاض قال لمعلم دار الضرب. "قد ضيقت على عثمان قوى". .. فكان الأمر كذلك.

ووقع مثل ذلك للملك المؤيد أحمد بن اينال، أنه لما تسلطن ضرب دراهم فضة، فجعلوا اسمه في دائرة، فلما عرضوا ذلك عليه تطير منه ورسم لمعلم دار الضرب أن يغير تلك السكة، ومع ذلك قيدوه … وهذا مجرب.

وفيه جاءت الأخبار بأن المدينة الشريفة - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - نهبها الشريف علي بن عطية أمير المدينة. فلما تحقق السلطان ذلك كتب إلى أمير مكة

<<  <  ج: ص:  >  >>