قيل كانوا يقطعون حجارة هذه المدرسة من الجبل ويجعلونها على عجل تسحبها الأبقار من الجبل إلى بين القصرين، وهي التي تسمى الحجارة العجالية.
وفي هذه السنة خلع السلطان على المقر الشهابي أحمد ابن الأتابكي يلبغا العمري واستقر به أمير مجلس كما كان عوضا عن الطنبغا الجوباني.
وفيها أفرج السلطان عن الأمير عشقتمر المارديني، وهو صاحب الخانقاه التي عند بابا القرافة - وكان مقيما في القدس بطالا - فأرسل إليه خلعة، ورسم له بأن يكون نائب الشام.
وفيها عزل السلطان الخليفة الواثق بالله عمر، وخلع على الخليفة زكريا ابراهيم واستقر به خليفة عوضا عن أخيه عمر.
وفيها حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد القان أحمد بن أويس صاحب بغداد وأخبر بأن الخارجي تمرلنك قد وصل إلى مدينة فرباغ ونهبها وسبى أهلها، فأرسل القان أحمد يعرف السلطان بذلك ليكون على حذر من أمره.
وفيها جاءت الأخبار من مكة إلى أمير مكة أحمد بن عجلان قد قتل. وكان سبب ذلك أن المحمل لما دخل إلى مكة خرج الأمير أحمد يلاقيه، فلما نزل عن فرسه ليقبل رجل جمل المحمل على العادة ضربه فداوى بسكين في جنبه فمات من يومه، فاضطربت أحوال مكة، وكادت العرب تنهب الحجاج … فلبس أمير الحاج والمماليك الذين معه آلة الحرب، وأقاموا على ذلك سبعة أيام، ثم أن أمير المحمل خلع على الأمير عنان بن مغامس واستقر به أمير مكة عوضا عن الأمير أحمد، فسكن الاضطراب قليلا.
وفيها توفى الخليفة المنفصل عن الخلافة الواثق بالله عمر.
وفيها توفى الشيخ محمد بن عثمان القرمي القادري، وكان من أكابر الأولياء، فمات بالقدس في شهر رجب ودفن هناك، وقد رثاه ابن العطار فقال:
محمد القرمي قطب الزمان قضى … نحبا وصار لدار الخلد والنعم
والقدس كان حوى نعم الخليل به … ومصر والشام كانا في حمى القرمى
وفيها توفى الشيخ شمس الدين القونوى الرومي الحنفي، وكان من أعيان علماء الحنفية وله عدة مصنفات في أنواع العلوم.
وفيها توفى الشيخ بدر الدين، وكان من أولاد الصاحب بهاء الدين بن حنا، وكان من أعيان علماء الشافعية مفتيا.