الذي كان تجاه المدرسة الكاملية، وقف له أولاد الأمير بيسري تحت القصر وقبلوا له الأرض - وكانوا ستة أولاد ذكور صغار وفيهم من هو رضيع - وكانوا ستة أولاد ذكور صغار وفيهم من هو رضيع - فقال السلطان:"من هؤلاء؟ ". فقال له الأمراء:"هؤلاء أولاد مملوكك بيسري". .. فرقّ لهم السلطان، وقال لهم:"يحصل الخير إن شاء الله". فلما طلع القلعة وجرى لهؤلاء الأمراء ما جرى، أفرج عن الأمير بيسري وأنعم عليه بتقدمة ألف.
[سنة إحدى وتسعين وستمائة (١٢٩٢)]
فيها توجه السلطان إلى نحو الشام، فأقام بها مدة أيام، ثم توجه إلى نحو حلب، ثم توجه من حلب إلى قلعة الروم وحاصر أهلها ونصب حول المدينة ثلاثة وعشرين منجنيقا، ففتحها بالسيف في يوم السبت حادي عشر رجب من سنة احدى وتسعين وستمائة، وكانت قلعة الروم كرسي مملكة الأرمن. ثم رجع السلطان إلى نحو الديار المصرية، وطلع قلعة الجبل.
[سنة اثنتين وتسعين وستمائة (١٢٩٣ م)]
فيها خرج السلطان على حين غفلة على الهجن، فلما خرج من القاهرة توجه إلى نحو الكرك، فاستقر بالأمير اقوش نائبا. ثم توجه من هناك إلى دمشق، فعرض عليه العسكر بدمشق، وعين جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية ليتوجهوا إلى نحو سيس، فلما وصلوا إلى سيس أرسل صاحب سيس يطلب الأمان، فأرسل الأمراء يكاتبون السلطان بذلك، فعاد الجواب من السلطان:"إن كان صاحب سيس يسلم هذه الثلاث قلاع - وهي قلعة البهنسا وقلعة مرعش وتل حمدون - فأعطوه الأمان. وان لم يسلم هذه الثلاث قلاع فحاصروه". .. فلما وصلت مراسيم السلطان بذلك سلم صاحب سيس تلك القلاع الثلاث، وحصل الصلح، ورجع العسكر من سيس.
ثم ان السلطان أقام بدمشق إلى مستهل رجب، ثم توجه من هناك إلى نحو حمص، فأضافه الأمير مهنا بن عيسى ثلاثة أيام بلياليها. ثم ان السلطان بدا له أن يقبض على الأمير مهنا بن عيسى وعلى أخوته، فقبض عليهم وولى الأمير على بن حديثة عوضا عن الأمير مهنا بن عيسى.