فخلع السلطان على شخص من أبناء العجم يقال له: الشيخ حسين الشريف الحنفي، فقرره في مشيخة الجامع المؤيدي عوضا عن الشيخ بدر الدين بحكم وفاته، واستمر بها إلى الآن.
[سنة تسع وتسعمائة (١٥٠٣ - ١٥٠٤ م)]
فيها - في المحرم - جاءت الأخبار من مكة بأن الأتابكي قيت قد قبض على الجازاني، ففرح السلطان لهذا الخبر، ونادى في القاهرة بإعادة الزينة. ثم ظهر بأن هذا الخبر ليس له صحة، وهو باطل، ولم يقبض على الجازاني، فشق على الناس إعادة الزينة حين راحت في البطال.
وفيه خرج الأمير تاني بك الخازندار الذي تعين قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، فخرج وصحبته هدية حافلة إلى ابن عثمان.
وفيه قبض شيخ العرب نجم، على شخص من العرب العصاة من مشايخ بني حرام، يقال له: علاء الدين بن قرطام، فلما قبض عليه قطع رأسه وأرسلها إلى القاهرة، وقد قبض عليه من جبل الطور، وحز رأسه هناك وبعث بها إلى القاهرة، فطيف بها وعلقت على باب زويلة، ثم نقلت إلى خانقة سرباقوس فعلقت بها أياما. وقد عد قتل ابن قرطام من النوادر، فإنه كان في تحصيله فرصة.
وفي يوم الاثنين ثالث عشرينه رسم السلطان بشنق علي بن أبي الجود، فشنق على باب زويلة، واستمر معلقا ثلاثة أيام، لم يدفن حتى نتن وجاف، ثم نزلوا به ودفن، ولم يرث له أحد من الناس، ولا ترحم عليه، مما سبق منه في حق الناس من الأفعال الشنيعة كما تقدم ذكر ذلك. وكان السلطان استصفى أمواله، وعاقبه وعصره، ودق القصب في أصابعه، وأحرقها بالنار، وقاسى شدائد ومحنا، وكان قد طاش وركب في غير سرجه، وكثر في الناس هرجه، فأغواه الشيطان، حتى أطاع أمر السلطان. ثم أنه انقلب عليه، وأخذ من الجانب الذي كان يأمن إليه. فكان كما يقال في المعنى: