للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منك ذلك". فأخرج له الشيخ ما في القفة من البيض. فقال له: عدّهم. فعدّهم، فإذا هم عشرون بيضة. فأخذ منه ذلك البيض، ودفعه للغلام. ثم رسم لمن خلفه من المماليك بأن يدفع لذلك الشيخ عشرين دينارا. وقال له: "لو كان معك أكثر من ذلك لدفعت في كل بيضة دينارا". وقد اختلف في عدد البيض الذي كان مع الشيخ، قيل أنه كان أكثر من عشرين بيضة، فدفع له في كل بيضة دينارا، فعد ذلك من لنوادر اللطيفة. وكان الأمير يشبك الدوادار فيه المحاسن والمساوئ كما قيل في المعنى:

ترجو وتخشى حالتيك الورى … كأنك الجنة والنار

[سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة (١٤٧٧ م)]

فيها، في المحرم، وصلت رأس أمير عرك، وكانت قد قطعت بالوجه القبلي، فلما أحضرت إلى القاهرة طيف بها، ثم علقت على باب زويلة.

وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير أحمد بن عمر الهواري قد فر من الصعيد. فلما فر خلع السلطان على الأمير يشبك الدوادار، وقرره في أمرية هواره، عوضا عن الأمير أحمد بن عمر، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه توفي قانصو قطز المحمدي الأينالي، أحد العشراوات رءوس النوب.

ومات جانم الأصغر ابن السلطان، وكان أحد العشراوات رءوس النوب.

وفيه وصل الحاج مع السلامة، وحمدت سيرة تاني بك الجمالي أمير ركب المحمل.

وفيه توفي الأمير دولات باي النجمي، حاجب الحجاب بدمشق، وكان من أعيان الأشرفية.

وفيه توفي الصاحب شرف الدين يحيى ابن صنيعة القبطي، وكان رئيسا حشما لا بأس به، وتولى الوزارة عدة مرار.

وفيه نزل السلطان، ومعه جماعة من الأمراء، فتوجهوا نحو العباسة والصالحية، وكشف عن الجامع والسبيل والحوص التي أنشأها هناك بالعباسة … فأقام هناك ثلاثة أيام، ثم عاد إلى القلعة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>