للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت هذه الزلزلة في قوة الحر، فجاء عقيبها ريح أسود فيه سموم، فلفح حتى أغمي على الناس منها.

وقيل كانت هذه الزلزلة متصلة إلى دمشق والكرك والشوبك وصفد وغالب البلاد الشامية، وفي ذلك يقول بعضهم:

زلزلت الأرض فخاف الورى … وابتهلوا إلى العزيز الحكيم

فليذكروا مع خوفهم قوله … ﴿زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾

[سنة ثلاث وسبعمائة (١٣٠٣ م)]

فيها خرج الأمير بيبرس الدوادار لعمارة ما انهدم من الأبراج والأسوار بمدينة الاسكندرية بسبب ما حصل من الزلزلة، فكان عدة ما سقط من الأبراج سبعة عشر برجا وستا وأربعين مئذنة.

ثم أن جماعة من الأمراء التزموا بترميم ما انهدم من الجوامع بالديار المصرية بسبب الزلزلة، وصرفوا على ذلك من أموالهم شيئا كثيرا.

وفي هذه السنة جاءت الأخبار بموت القان غازان الذي جرى منه ما تقدم ذكره، فكان غازان هذا من أولاد هلاكو الذي جرى منه في بغداد ما جرى، وقيل أن غازان مات مسموما … سمته زوجته في منديل الفرش. وكان موته بالقرب من همدان، وحمل إلى تبريز ودفن بها. وكان أخذ في أسباب جمع عساكر، وقصد بأن يزحف على البلاد الشامية، وكفى الله المؤمنين القتال. وفي ذلك يقول الشيخ علاء الدين الوداعي:

قد مات غازان بلا علة … ولم يمت في السنة الماضية

بل شنعوا في موته فانثنى … حيا ولكن هذه القاضية

[سنة أربع وسبعمائة (١٣٠٤ م)]

فيها حضر إلى الأبواب الشريفة صاحب دنقلة من أعمال الصعيد، وكان صحبته هدايا جميلة من رقيق وجمال وأبقار حبشية وغير ذلك، فخلع عليه السلطان خلعة وأنزله بدار الضيافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>