للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشروا القلوع وبشروا بوفائه … فالراية البيضا عليه بالوفا

وفي هذه السنة رسم السلطان للأمير جرباش الكريمي المعروف بقاشق - بأن يتوجه إلى ثغر الاسكندرية بسبب حفر خليج الاسكندرية، لأنه قد طم بالرمال وضعف جريان الماء فيه. فتوجه إليه الأمير جرباش وجمع ما قدر عليه من الرجال فجمع ثمانمائة وسبعين إنسانا، وابتدأ في حفره في حادي عشر جمادى الأولى من تلك السنة المذكورة، فانتهى العمل منه ومشى فيه الماء في مدة أربعة أشهر فسر الناس بذلك.

[سنة سبع وعشرين وثمانمائة (١٤٢٣ م)]

فيها تزايدت عظمة الأمير جاني بك مملوك الملك الأشرف برسباي وصار أمير طبلخاناه دوادار ثاني، واجتمعت فيه الكلمة وصار صاحب الحل والعقد في دولة أستاذه، وهو صاحب المدرسة التي بالقرب من المنجكية.

ومما يحكى عنه أنه نفى الأتابكي بيبغا المظفري إلى ثغر الاسكندرية من غير علم السلطان. فلما علم السلطان بذلك لم يقل له ليش فعلت ذلك. وتناهت عظمته حتى التف عليه جميع العسكر، وكان الأمراء المقدمون ينزلون معه من القلعة إلى بيته الذي بالقرب من سوق الجوار. ولم يزل جاني بك على ذلك حتى تخيل منه الملك الأشرف أن يثب عليه فشغله في حلوى فاستمر عليلا ملازم الفراش حتى مات في أثناء دولة أستاذه، ولو عاش لوثب على أستاذه وتسلطن.

ومن الحوادث في أيامه أن شخصا من العوام شنق نفسه، وسبب ذلك أنه كانت له زوجة يحبها فطلقها فتزوجت بغيره ووكلته فيه، فشنق نفسه من قهره منها فمات.

[سنة ثمان وعشرين وثمانمائة (١٤٢٤ م)]

فيها حجت خوند جلبان زوجة الملك الأشرف برسباي، وهي أم ولده المقر الجمالي يوسف، وكان المتسفر عليها القاضي عبد الباسط.

[سنة تسع وعشرين وثمانمائة (١٤٢٥ م)]

فيها أرسل السلطان تجريدة إلى قبرس، فأعطاه الله تعالى النصر، وفتح مدينة قبرس في تلك السنة وأسر ملكها وجئ به إلى القاهرة أسيرا، فكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما

<<  <  ج: ص:  >  >>