للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من توفي في أيامه من أعيان العلماء ومشايخ الإسلام، فمن ذلك الإمام العلامة محيي الدين النووي الشافعي ، وهو صاحب كتاب المنهاج، قال الشيخ شمس الدين الذهبي: إن الشيخ محيي الدين توفي وله من العمر نحو أربعين سنة، ودفن بنوى وهي بلده. وقد رثاه الشيخ زين الدين ابن الوردي المعرى بهذه الأبيات:

لقيت خيرا يا نوى … ووقيت من ألم النوى

فلقد ثوى بك عالم … لله أخلص ما نوى

وعلا علاه بفضله … فضل الحبوب على النوى

وتوفي أيضا الشيخ برهان الدين الشافعي ابن جماعة، والشيخ شمس الدين ابن خلكان المؤرخ، والشيخ ناصر الدين ابن المنير، والشيخ جمال الدين الشريشي شارح مقامات الحريري، وتوفي بان النحاس النحوي، وتوفي علاء الدين ابن النفيس شيخ الأطباء، وتوي غير ذلك من أعيان الناس ومن العلماء جماعة كثيرون.

ولما توفي الملك المنصور قلاون تولى من بعده ابنه الاشرف خليل.

- الملك الأشرف

هو الملك الأشرف، صلاح الدين خليل، ابن الملك المنصور قلاون الألفي الصالحي، وهو الثامن من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، تولى الملك بعهد من أبيه قبل وفاته، وجلس على سرير الملك بعد وفاة أبيه قلاون، وذلك في يوم الأحد سادس ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة، وكان مولده في سنة ست وستين وستمائة. فلما قام بشعائر السلطنة نزل من القلعة إلى الميدان الذي تحت القلعة، وكان سبب نزوله إلى الميدان أن الأمراء تخلوا من طلوعهم إلى القلعة، فلم يطلع منهم أحد إلى القلعة، فنزل السلطان - وهو بشعائر الملك - فجلس هنالك على كرسي - واستحلف له سائر الأمراء، فلما حلفوا له خلع في ذلك اليوم على الأمير علم الدين سنجر الشجاعي واستقر به وزيرا كما كان في أيام والده.

وكان الأشرف خليل كفؤا للسلطنة، وجاء فيها كما ينبغي في الحرمة والعظمة والشهامة، وفيه يقول القائل محمد بن غانم الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>