للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مليكان قد لقبا بالصلاح … فهذا خليل وذا يوسف

فيوسف لا شك في فضله … ولكن خليل هو الأشرف

فلما تم أمره في السلطنة، وتلقب بالملك الأشرف، عمل الموكب، ثم قبض على الأمير طرنطاي نائب السلطنة، وكان بينه وبين الأمير طرنطاي عداوة قديمة من أيام والده.

وكان الشجاعي يكره الأمير طرنطاي، فحسن للسلطان القبض عليه، فقبض عليه في ذلك اليوم وحمل إلى الاعتقال … فكان الأمر كما قالته الأمراء للأمير طرنطاي: إن الأشرف خليلا يقبض عليه. فلما قبض عليه ندم الأمير طرنطاي الذي ما قبض على الأشرف خليل قبل أن يتسلطن، كما قيل في المعنى:

احذر من الناس، ولا … معترك الشك تجل

في قلب ليث بت … وخف … إن بت في قلب رجل

فأقام الأمير طرنطاي بالسجن في القلعة ثلاثة أيام، ثم أن السلطان أمر بقتله فخنق وهو في السجن، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفن تحت الليل في القرافة الصغرى.

ثم أن السلطان رسم للشجاعي بأن يحتاط على موجود الأمير طرنطاي، فنزل الشجاعي إلى بيت طرنطاي، ورسم على مباشريه، وقبض على جميع من كان من حاشيته، وقبض على نسائه وسراريه، وأحضر لهم المعاصير وعصرهم وقررهم على الأموال والذخائر … فكان الشجاعي ينزل في كل يوم إلى بيت الأمير طرنطاي ويقرر جماعته ونساءه ويعاقبهم أشد العقوبة، فظهر له من الأموال والتحف ما لم يسمع بمثله، فطلعوا بذلك جميعه إلى الخزائن الشريفة.

ثم أن السلطان عمل الموكب، وخلع على الأمير بيدرا واستقر به نائب السلطنة عوضا عن الأمير طرنطاي النائب.

فلما قتل الأشرف خليل الأمير طرنطاي صفا له الوقت، فأرسل خلف القاضي شمس الدين بن السعلوس - وكان بالحجاز من أيام الملك المنصور قلاون - بالحضور، وحشاه بخط يده بالقلم العريض بين السطور وهو يقول:" يا شعير! جد السير، جاء الخير ". ..

وكان الأشرف خليل كثيرا ما يحشى في مراسيمه بقلم العلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>