للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أن السلطان قبض على يلبغا الناصري وعلى جماعة من الأمراء وسجنهم بقلعة حلب، ثم أمر بقتلهم فقتلوا.

ثم جاءت الأخبار بأن السلطان استقر بالأمير بطا الدوادار نائب الشام، واستقر بالأمير جلبان الكمشبغاوي نائب حلب، واستقر بالأمير اياس الجرجاوي نائب طرابلس، واستقر بالأمير قرادمرداش المحمدي نائب حماه، واستقر بالأمير أبي يزيد دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير بطا.

ثم جاءت الأخبار بأن السلطان خرج من حلب وهو قاصد نحو الديار المصرية، وقد أنفق على هذه التجريدة جملة مال ولم يظفر بمنطاش.

وفي هذه السنة توفى الشيخ شهاب الدين بن النقيب وكان من أعيان العلماء، وتوفى الشيخ بهاء الدين السبكي أخو الشيخ تاج الدين، وتوفى الشيخ جمال الدين الاسنوى، وتوفى الشيخ شهاب الدين بن حبيب، وتوفى ابن رافع، وتوفى الشيخ عماد الدين الحسباني وكان من أعيان العلماء بمصر رحمهم الله تعالى أجمعين.

[سنة أربع وتسعين وسبعمائة (١٣٩٢ م)]

فيها في ثاني عشر المحرم حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير بهادار الشهابي - مقدم المماليك السلطانية - وصحبته حريم السلطان، فان السلطان كان قد تزوج في دمشق ببنت الأمير علي بن أستدمر نائب الشام، وأخبر بأن السلطان خرج من غزة.

ثم جاءت الأخبار بأن السلطان قد وصل إلى بلبيس، فخرج الأمراء إلى تلقيه، ونادوا في القاهرة بالزينة، فلما كان يوم الخميس سابع عشر المحرم وصل السلطان وطلع إلى القلعة من بين الترب ولم يشق من المدينة، ففرشت له الشقق الحرير من قبة النصر إلى رأس الصوة، وحملت على رأسه القبة والطير، ولعبوا قدامه بالغواشي الذهب، فطلع إلى القلعة في موكب عظيم وكان له يوم مشهود.

ثم أن السلطان عمل الموكب، وخلع على الجناب الركني عمر بن قايماز - وهو صاحب الحوض والسبيل خارج الحسينية - واستقر به وزيرا بالديار المصرية عوضا عن الناصري محمد بن الحسام الصقري بحكم وفاته.

وخلع السلطان على الجناب الناصري محمد ابن الأمير جمال الدين محمود الاستادار واستقر به نائب ثغر الاسكندرية.

وفيها تزوج السلطان ببنت الشهابي أحمد بن الطولوني معلم المعلمين، وهو جد الزيني حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>