وفيها جاءت الأخبار بأن الأمير بطا الذي تولى نائب الشام قد انتقل بالوفاة إلى رحمة الله تعالى فخلع السلطان على الأمير سودون الطرنطاى واستقر به نائب الشام عوضا عنه.
وفيها جاءت الأخبار من دمشق بأن جماعة من المماليك - نحو خمسة عشر مملوكا - هجموا على باب قلعة دمشق وقت الظهر، وتوجهوا إلى نحو السجن الذي بها وأخرجوا من كان به من المحابيس الذين من عصبة منطاش، وكانوا نحو مائة مملوك. فلما أخرجوا هؤلاء المحابيس قويت شوكتهم، فهجموا على نائب القلعة فقتلوه وملكوا القلعة. فلما بلغ ذلك من كان بدمشق من العسكر لبسوا آلة الحرب وركبوا وحاصروا من بالقلعة، وأقاموا على ذلك ثلاثة أيام، فقتل من عسكر الشام جماعة كثيرة، ثم بعد ذلك هجم عسكر دمشق على باب القلعة وأحرقوه، ودخلوا إلى القلعة، ثم قبضوا على المماليك كلهم ووسطوهم تحت باب القلعة.
وفيها في يوم الاثنين حادي عشر جمادي الأولى طلع الأمير جمال الدين محمود الاستادار إلى القلعة على جارى العادة. فلما نزل من القلعة رجمه المماليك الذين بالطباق فهرب منهم، فسحبوه إلى الرميلة وضربوه بالدبابيس، وضربوا القاضي سعد الدين بن تاج الدين موسى ناظر الخواص الشريفة، فلما بلغ الأمير أيتمش البجاسي ذلك ركب هو ومماليكه، وردوا المماليك عنهم. وأدخلهم إلى بيته وأغلق عليهم الباب، فأقاموا عنده إلى آخر النهار، فأرسل معهم مماليكه حتى أوصلوهم إلى بيوتهم، فأقاموا في بيوتهم مدة لم يركبوا حتى اصطلحوا مع المماليك.
وفيها خلع السلطان على القاضي تاج الدين بن أبي شاكر واستقر به وزيرا عوضا عن عمر بن قايماز.
وفيها في العشرين من شعبان توعك جسد السلطان، وأقام مدة وهو منقطع في الحريم، ثم حصل له الشفاء فخرج إلى الخدمة، ونودى في القاهرة بالزينة فزينت سبعة أيام.
وفيها جاءت الأخبار بأن نائب الشام سودون الطرنطاي قد انتقل بالوفاة إلى رحمة الله تعالى، فخلع السلطان على المقر السيفي كمشبغا الأشرفي الخاصكي أمير مجلس، واستقر به نائب الشام عوضا عن سودون.
وفيها تغير خاطر السلطان على جماعة من الأمراء، فقبض عليهم وسجنهم في أبراج القلعة، ثم أمر بخنقهم فخنقوا تحت الليل ودفنوا.
وفيها في شوال عمل السلطان الموكب، وخلع على المقر السيفي بكلمش العلائي واستقر به أمير سلاح، وخلع على المقر السيفي شيخ الصفوي واستقر به أمير مجلس، وكان الأمير شيخ من مماليك الظاهر برقوق.