للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقبة الزرقاء وصهريجها … والماء والكيزان والزير

كأن برد الثلج في مائه … لكل عطشان ومحرور

وكم له قنطرة جددت … بأمره من غير مأمور

على الخليج الحاكمي وضعها … قد شاع في طول وتقصير

كم ناصب أعرب في رفعها … لمركب في الكسر مجرور

أكرم به من ملك أشرف … مؤيد بالعز منصور

ينصره الله ويجعل لنا … أيامه أمنا بلا جور

ما أقبل الصبح بأنواره … وأدبر الليل بديجور

انتهى ذلك، ثم قال في استشهاده منها:

وصل يا رب على المصطفى … منقذنا من كل محذور

صلاة عوفي بري نشرها … أطيب من مسك وكافور

والآل والأنصار مع صحبه … أهل الثنا والفضل والخير

ما ماس من غصن بروض زها … وغردت في دوحه الطير

*****

[سنة ست عشرة وتسعمائة (١٥١٠ - ١٥١١ م)]

فيها، في المحرم، نزل السلطان إلى الميدان، وطلع إليه القضاة الأربعة يهنئونه بالعام الجديد، وحضر قاضي القضاة الشافعي بدر الدين المكيني وهذا أول تهنئته الشهر، فلما انفض المجلس قام السلطان ودخل إلى البحرة التي أنشأها بالميدان وعزم على الأمراء وحضر الأتابكي قرقماس والأمراء المقدمون، فلما تكامل المجلس أحضر السلطان فوطة فيها ورد من بستان الميدان، فأخذ من ذلك الورد وردة وشمها ثم دفعها إلى الأتابكي قرقماس فأخذها وقام وقبل الأرض، ثم أخذ وردة أخرى وشمها ثم دفعها إلى دولات باي أمير سلاح فأخذها وقام وقبل الأرض، ثم أخذ وردة أخرى وشمها ثم دفعها إلى سودون العجمي أمير مجلس، فأخذها وقام قبل الأرض. ثم فرق على جميع الأمراء المقدمين لكل واحدة وردة فيأخذها ويقوم ويقبل الأرض، فقبل له الأرض الأمراء المقدمون جميعهم في ذلك اليوم لأجل الورد، حتى عد ذلك من النوادر، ثم مد لهم في ذلك اليوم أسمطة حافلة وأقاموا عنده إلى بعد الظهر، وأبطل المحاكمات في ذلك اليوم.

وفيه نزل السلطان وسير إلى نحو المطرية وعاد إلى القلعة، ثم نزل بعد ذلك وسير إلى نحو طرا وعاد إلى القلعة، وفي مدة سلطنته لم يشق من القاهرة قط.

<<  <  ج: ص:  >  >>