فيها أرسل السلطان خلف القاضي عبد الباسط - وكان منفيا بمكة - فلما حضر أكرمه السلطان وأقام في بيته بطالا وفي غاية العز والعظمة … وكان يطلع إلى السلطان في رأس كل شهر ويهنى به، فيكرمه السلطان ويعظمه، واستمر على ذلك حتى مات.
وفيها وثب مماليك الامير ثغرى بردي المؤذي عليه وهو في بيته، فرموا عليه بالنشاب وهو جالس في المقعد فهرب ودخل إلى البيت وأغلق عليه الباب، فاستمروا يحاصرونه من أول النهار إلى العصر، واستمر من الطربة مريضا إلى أن مات. فلما مات خلع السلطان على الأمير اينال العلائي واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عنه.
[سنة تسع وأربعين وثمانمائة (١٤٤٥ م)]
فيها وقع الطاعون بالديار المصرية، ومات فيه من الناس ما لا يحصى عددهم، لكنه كان خفيفا بالنسبة إلى الطاعون الذي جاء في أيام الأشرف برسباي. وفيه يقول الشيخ شمس الدين النواجي:
يا الها أهدى إلى الخلق رحمى … بوباء جم الثواب العظيم
قد شربت النفوس منا فخذها … بالرضا في قضاك والتسليم
وفيها كان مولد الشيخ جلال الدين بن الشيخ كمال الدين الأسيوطي، وذلك في جمادي الآخرة من تلك السنة.
وفيها توفى الأتابكي يشبك السودوني، واستقر في الأتابكية اينال العلائي الأجرود، وكان دوادارا كبيرا. واستقر بالأمير قانباي الجركسي دوادارا كبيرا عوضا عن الامير اينال العلائي.
وفيها تولى الشيخ شمس الدين محمد القاياتي قاضي القضاة الشافعية عوضا عن ابن حجر، فقال الشهاب المنصوري في القاياتي تعصبا لابن حجر:
إن كان شمس الدين قاياتيكم … مستثقل الحركات والسكنات
لا غرو أن أضحى جبانا في الورى … فالجبن منسوب إلى القايات