للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة خمس وخمسين وسبعمائة، فلما جلس على سرير الملك هنأه الشيخ جمال الدين بن نباته بهذه الأبيات وهي قوله:

عد على النصر والسعادة يامن … رفع الله في السلاطين شانه

أنت سهم لله ما كان يخلى … منه أوطان مصر وهي كنانه

قال الشيخ شهاب الدين بن حجلة التلمساني إن الملك الناصر حسن وافق والده في سبعة أشياء وقعت له:

أولها - أنه وافقه في اللقب، لأن والده تلقب بالناصر وهو أيضا تلقب بالناصر.

الثاني - أنه ترك الملك وعاد إليه، ووالده ترك الملك وعاد إليه.

الثالث - أنه جلس على سرير الملك في المرة الأولى في رابع عشر الشهر، ووالده جلوسه في المرة الأولى كان في رابع عشر الشهر.

الرابع - أنه لما عاد إلى الملك جلس على سرير الملك في ثاني شوال، ووالده كذلك.

الخامس - أنه وزر له متعمم ورب سيف، ووالده أيضا وزر له متعمم ورب سيف.

السادس - أنه أقام مدة بلا وزير، ووالده أقام مدة بلا وزير.

السابع - أنه أقامت مصر في أيامه مدة بلا نائب سلطنة، ووالده أيضا أقامت مصر في أيامه مدة بلا نائب سلطنة.

وهذا من غريب الاتفاق

فلما عاد في هذه المرة غاب كالبدر في سحابه، ورجع كالسيف المسلول من قرابه، فخضعت له الرقاب، وضرب بين الظلم وقلعته بسور له باب، وأنشده الدهر "بغيرك راعيا عبث الذئاب". ..

فلما تم أمره في السلطنة، عمل الموكب، وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: المقر السيفي سيف الدين شيخو العمري الناصري، واستقر به أميرا كبيرا - وهو أول من سمى بأمير كبير - ولبس لها خلعة وصارت من يومئذ وظيفة مستقلة. ثم خلع على المقر السيفي عز الدين أزدمر العمري واستقر به أمير سلاح بالديار المصرية - والأمير أزدمر هذا هو جد والد مؤلف هذا التاريخ، وكان جد والده لأمه - ثم خلع على الأمير صرغتمش، واستمر رأس نوبة النواب على عادته … فصار الأمير شيخو والأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>