الظاهري أحد العشراوات، وكان رأسا في الرمي بالنشاب، وكان من مماليك الظاهر جقمق.
*****
وفي رمضان خسف جرم القمر خسوفا تاما، حتى أظلمت الدنيا، ودام في الخسوف نحوا من خمسين درجة.
وفيه، في يوم ختم البخاري، وقع بين الشيخ بدر الدين بن الغرس الحنفي، وبين الشيخ صلاح الدين الطرابلسي تنافس، حتى خرجا عن الحد بسبب الجلوس، فيمن يرتفع عن صاحبه، وكان الصلاح الطرابلسي متعديا على ابن الغرس، فما شكر على ذلك، وكان مجلسا فاحشا لا خير فيه.
*****
وفي شوال خرج من القاهرة المحمل، في تجمل زائد، وكان يوما مشهودا. وخرج معهم شاد بك أحد الأمير اخورية، لكنه كان ضخما، ويلبس كما قصيرا، وقد قرر على باشية الجند بمكة ومعه خمسون مملوكا، وأرسل معه السلطان المقصورة الحديد التي صنعها للحجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ثم أرسل معه مصحفا كبيرا حمل على جمل بمفرده، كان من النوادر كتبه شاهين النوري، ومات ولم يكمله، فأكمله الشيخ خطاب بأمر السلطان، وهو باق إلى الآن في الحجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وفيه كان عرس الركني عمر بن أبي البقاء ابن الجيعان، وكان مهما حافلا.
*****
وفي ذي القعدة خلع السلطان على أقباي كاشف الشرفية، وقرر في نيابة غزة، عوضا عن دولات باي بن مصطفى، الماضي خبره بما جرى عليه، إلى أن نفي إلى مكة المشرفة.
وفيه أنعم السلطان على ستة أنفار من الخاصكية الظاهرية بأمريات عشرة. منهم يشبك دجاج، وأبو يزيد، وبيبرس اليوسفي، وملاج الأشقر، وجاني بك البواب، وقانم السواق، وأنعم بإقطاع جانم البهلوان المسافر في التجريدة، على سودون الصغير، وقانصوه قرا، وكسباي الشريفي، وآخرين من جلبانه. وكان هذا إقطاع أمرية عشرة، وخرج بحكم وفاة جانم البهلوان.