الحسن بحيث لم يعمل مثله قط، قيل كان مصروف طلب قانصوه خمسمائة نحوا من ثمانين ألف دينار. وخرج العسكر وهم لابسون آلة الحرب، وكان لهم يوم مشهود. وكان مع الأمير يزبك عدة أمراء طبلخانات، وعشراوات، والجم الغفير من الخاصكية، والمماليك السلطانية، فعدت هذه التجريدة من النوادر.
وفيه كانت وفاة الخواجا محيى الدين عبد القادر ابن ابراهيم بن حسن، المعروف بابن عليبة السكندري، تاجر السلطان، وكان رئيسا حشما من أعيان التجار.
وفيه خلع السلطان على القاضي شهاب الدين أحمد بن ناظر الخاص يوسف، وقرره في نظر الجيش، عوضا عن أخيه كمال الدين.
وفيه خلع السلطان على علي بن عامر، وقرره في أمرية آل فضل بحماه، عوضا عن عساف بحكم قتله.
وفيه خرج الحاج من القاهرة وكان أمير ركب المحمل أزدمر المسرطن، وبالركب الأول برسباي اليوسفي.
وفيه طيف برأس شخص من العربان المفسدين، يقال له محمد بن عامر، أحد مشايخ هوارة، وبعث بها ابن الزرازيري الكاشف، وعدة رءوس من العربان المفسدين.
*****
وفي ذي القعدة، في ثالث عشر هاتور، زاد النيل زيادة مفرطة نحو الذراع، حتى تعجب الناس من ذلك.
وفيه عاد جاني بك حبيب الذي توجه إلى ابن عثمان قاصدا، وكان قد سافر أولا من البحر المالح، وعاد من علي ملطية. فلما طلع بين يدي السلطان، كان عليه خلعة ابن عثمان، فخلع عليه وعلى من كان معه من الخاصكية. ثم أن جاني بك حبيب خلا بالسلطان، وأخبره عن أحوال ابن عثمان بأنه ليس براجع عن أذاه لعسكر مصر، وأنه لم ير منه إقبالا ولا أكرمه، وأنه غير ناصح للسلطان. فكثر القال والقيل بسبب ذلك.
وفيه توفي شمس الدين الوفائي قاضي الخانقاه، وكان رئيسا حشما لا بأس به.
*****
وفي ذي الحجة توفي قانم الفقيه الظاهري، أحد الأمراء العشراوات، وكان باش المجاورين، بمكة المشرفة، وكان دينا خيرا لا بأس به.
وفيه أعيد الزيني أمير حاج إلى نقابة الجيش على عادته، وصرف عنها موسى بن الترجمان بعد كائنة عظيمة وقعت له، وكان غير محمود السيرة سيئ التصرف في أفعاله.