للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه جاءت الأخبار بأن عساكر ابن عثمان، قد استولوا على أطراف بلاد السلطان، وأرسل أزدمر، نائب حلب، يستحث السلطان بخروج تجريدة ثقيلة، أو يخرج السلطان بنفسه. فتكدر السلطان لهذا الخبر، ونادى للعسكر بالعرض، ثم عرض الجند بحضرة الأتابكي أزبك، وكان هو المشار إليه في تعيين الجند، مما يختاره منهم. ثم عرض القرانصة وأولاد الناس، وصار الذي لا يطيق السفر منهم يقيم له بديلا كاملا بخيوله ولبسه، وغير ذلك، ويورد مائة دينار من له إقطاع وجامكية. ثم أن المماليك المعينة للسفر، أطلقوا في الناس النار، وصاروا يأخذون بغال الناس وخيولهم غصبا، حتى أخذوا بغال الطواحين والأكاديش التي بها. وتعطلت الطواحين بسبب ذلك، وتشحط الخبز من الدكاكين، وكادت أن تكون غلوة كبيرة، حتى وبخ السلطان المماليك بالكلام، ونادى في القاهرة بالأمان والاطمئنان، وأن كل من أخذ له بغل أو فرس يطلع إلى أمير آخور كبير يخلصه، فتسكن الحال قليلا.

*****

وفي رمضان توفي برسباي الخازندار المحمودي، وكان من أخصاء السلطان، وهو من الأمراء العشراوات، وكان لا بأس به.

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة بوفاة القاضي كمال الدين ناظر الجيش، وكان مجاورا بمكة المشرفة، فأتاه الأجل هناك، وهو محمد بن يوسف ناظر الجيش، المعروف بابن كاتب جكم، وكان رئيسا حشما وله اشتغال بالعلم، وتولى نظر الجيش وهو في حداثة سنه، وباشر ذلك أحسن مباشرة، وحمدت سيرته بها حتى مات.

وفيه كان ختم البخاري بالقلعة، وكان حافلا جدا، وفرقت الخلع والصرر على الفقهاء والعلماء.

*****

وفي شوال خرج العسكر المعين إلى علي دولات، وكان باش العسكر الأتابكي أزبك، وكان صحبته: قانصوه خمسمائة أمير آخور كبير، وقاني بك قرا أحد المقدمين الألوف، وقد تقدم قبلهم ستة من الأمراء المقدمين أزدمر أمير مجلس، وتغري بردى ططر، وقرر بعدهم تمراز أمير سلاح، وأزبك اليوسفي أحد الأمراء المقدمين. ثم خرج من بعدهم برسباي قرا رأس نوبة النوب، وتاني بك الجمالي أحد المقدمين … فكان جملة الذين خرجوا أولا وآخرا من ثلاثة آلاف مملوك مما تقدم في الأول والآخر. وطلب الأتابكي أزبك طلبا حافلا، حتى رجت له القاهرة. وكذلك قانصوه خمسمائة كان طلبه غاية في

<<  <  ج: ص:  >  >>