للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه قرر السلطان دقماق السيفي إينال الأشقر في نيابة القدس عوضا عن خضر بك بحكم صرفه عنها.

وفيه جاءت الأخبار من ثغر الإسكندرية بوفاة السلطان الملك المؤيد أبي الفتح أحمد ابن الملك الأشرف إينال العلائي الجركسي. وكانت وفاته في ليلة رابع عشر الشهر المذكور. فلما بلغ السلطان ذلك أخذ في أسباب إحضار جثته إلى القاهرة ودفنه إلى أبيه الأشرف إينال، وكان المؤيد هذا رئيسا حشما قليل الأذى وجرى عليه شدائد ومحن ونفي إلى الإسكندرية ودام بها إلى أن مات وهو في عشر الخمسين.

وفيه وقع من الوقائع الغريبة أن محب الدين أبا الطيب الأسيوطي بلغه أن السلطان تغير خاطره عليه، وقصد الإخراق به. فلما تحقق ذلك توجه إلى المقياس، وألقى نفسه في البحر عمدا فغرق ومات، وكان عالما فاضلا من ذوي العقول رئيسا حشما وجيها عند الأمراء وأرباب الدولة، وكان من أعيان موقعي الحكم، وكان عارفا بأمور صنعة التوقيع، وكان اسمه محمد بن محمد بن علي بن عمر بن حسن القاهري الشافعي، ومولده سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ولكن هانت عليه نفسه لما تأمل ما سوف يجري عليه. وكان له أعداء كثيرة فخاف على نفسه من السلطان فكان كما قيل في المعنى:

لا تظهرن لعاذل أو عاذر … حاليك في السراء والضراء

فلرحمة المتوجعين حرارة … في القلب مثل شماتة الأعداء

*****

وفي ربيع الأول قرر السيد الشريف موفق الدين الحموي في نظر الجيش بدمشق، عوضا عن محيى الدين عبد القادر بحكم وفاته، وقرر ولده عبد الرحيم في كتابة السر بدمشق.

وفيه قرر أيدكي الأشرفي في نيابة القلعة بدمشق عوضا عن علي بن جاهين بحكم صرفه عنها.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا على العادة في العام الماضي.

وفيه أحضر السلطان بترك النصارى ورئيس اليهود وقرر على طائفة اليهود والنصارى مالا له صورة بسبب خروج التجريدة إلى ابن عثمان، وهذا أول فتح باب المصادرات للناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>