للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشامل، وذلك أنه رسم بفك رخام قاعات كاتب السر أبو بكر بن مزهر ونقله إلى الدهيشة، وجددها من سقوفها وأبوابها وما بها من المعالم قاطبة.

وفيه في ثامنه، حضر هجان من الحجاز وأخبر أن المبشر معوق عند العرب، وأخبر بوفاة مختص الطواشي، وكان من أعيان الخدام رئيسا حشما جميل الهيئة، وهو الذي بنى أساس جامع السلطان الذي بالشرابشيين، وكان عمره أولا لنفسه، ثم أخذه منه السلطان، وزاد في اتساعه كما تقدم ذكر ذلك.

ومن الحوادث أنه في يوم عاشوراء سقط ربع من داخل المشهد الحسيني، فمات في ذلك اليوم تحت الردم نحو من عشرين إنسانا من رجال ونساء.

وفيه أنعم السلطان على تاني بك النجمي بتقدمة ألف وبقي من جملة الأمراء المقدمين.

وفيه خلع السلطان على تمرباي خازندار العادل طومان باي، وقرر في الأستادارية الكبرى، عوضا عن تغري بردي بن يلباي بحكم صرفه عنها.

وفيه أخذ قاع النيل وجاءت القاعدة سبع أذرع، وكانت الزيادة في أول يوم من المناداة خمس أصابع.

وفي الرابع والعشرين منه دخل الحاج إلى القاهرة وقد قاسى في هذه السنة مشقة زائدة من موت الجمال والعطش وفساد العربان.

*****

وفي صفر تغير خاطر السلطان على الأمير محسن الخازن الطواشي الحبشي، فرسم بنفيه إلى سواكن، ورسم بنفي جوهر الشمس شاد الحوش فنفاه إلى مكة، وكان سبب ذلك أنه غفل عن أرزمك الذي تسحب من العرقانة.

وفيه خلع السلطان على سرور الزيني، وقرره في شادية الحوش - عوضا عن جوهر الشمسي - بحكم نفيه إلى مكة.

وفيه خلع السلطان على شخص من الأمراء العشراوات يقال له: أزبك الصوفي، وقرره في نيابة القدس - عوضا عن ملاج - بحكم صرفه عنها.

وفيه أذن السلطان لحريمه أن يصعدن إلى القلعة، وكان في هذه المدة لم تصعد خوند زوجة السلطان إلى القلعة، وكانت مقيمة ببيت الأمير ماماي الذي بين القصرين. فكان يوم صعودها إلى القلعة يوما مشهودا فصعدت إلى القلعة في محفة زركش وكان لها موكب حافل. فلما صعدت إلى القلعة حملت على رأسها القبة والطير، ونثرت عليها خفائف الذهب والفضة، وفرشت لها الشقق الحرير من باب الستارة إلى قاعة العواميد، ومشت

<<  <  ج: ص:  >  >>