الملك تاني بك الجمالي الظاهري، والدوادار الكبير جان بلاط بن يشبك، والأستادار كرتباي الأحمر.
وفيه خرج أصطمر بن ولي الدين، ومعه عدة من الجند، بسبب القبض على أمير الحاج تاني بك قرا الاينالي، فلاقاه من عجرود وقيده، وبعث به من هناك إلى ثغر الإسكندرية، فسجن بها مع تمراز أمير كبير كان.
وفيه جاءت الأخبار بقتل عساف الحبشي، نائب صيدا وبيروت، وكان من مشاهير الرؤساء، وله شهرة زائدة بتلك البلاد.
وفيه كانت نفقة البيعة على الجند، فأنفق على الجند على العادة، ولكن لم يعط مائة دينار كاملة لغير القايتباهية، وأعطى من دون ذلك لكل واحد خمسون دينارا، وأنفق على أولاد الناس ثلاثين دينارا.
وفيه أحضر السلطان المصحف العثماني، وحلف عليه سائر الأمراء والعسكر. ولم ي يطلع الأتابكي قانصوه خمسمائة، ولا حلف … ولكن طلع بعد أيام، وحلف أيمانا غير صادقة، كما يقال في المعنى:
خان اليمين وعهد الود قد فسخا … ولا ترى قط صدقا خالصا نسخا
وفيه قرر دولات باي بن أركماس الساقي في نيابة البيرة، وخرج إليها عن قريب.
ودولات باي هذا هو الذي تولى الأتابكية بمصر.
وفيه قبض كرتباي الأحمر على شمس الدين الفرنوي إمام أقبردي الدوادار، وعاقبه أشد العقوبة، وتسلم أيضا المنصور وعاقبه أشد العقوبة، وجرى لهما أمور يطول شرحها، وما خلصا إلا بعد جهد كبير. وكان السلطان له عناية في الباطن بجماعة أقبردي الدوادار.
وفيه قبض كرتباي الأحمر على جماعة من الأمراء العشراوات ممن كان من عصبة أقبردي الدوادار منهم: أسنباي الإبراهيمي المعروف بالأصم، وبرسباي السلحدار، وجاني بك بن أزدمر المعروف بالصغير، ويخشباي بن عبد الكريم، وطقطباي بن برد بك الدوادار. ومن الخاصكية: تمراز جوشن، وأينال السلحدار، وقانصوه الساقي، وأبو يزيد الصغير وآخرون غيرهم، ولم يكن ذلك باختيار السلطان.
وفيه توفي الشيخ حمزة بن محمد بن حسن بن علي بن عبد الحليم المغربي اليحياوي المالكي، وكان عالما فاضلا مقيما بالخانقاه الشيخونية، وكان لا بأس به.