للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدوا من قد حكم بالموت … ونفذ حكمه بما يختار

واحتجب عن العيون سبحان … جل من لا تدركوا الأبصار

*****

وفي شعبان ارتفع الطاعون عن مصر والقاهرة جملة واحدة ومشى نحو بلاد الصعيد.

وفيه توفيّ الشيخ شمس الدين الحمصاني محمد بن أبي بكر بن محمد القاهري الشافعي الكاتب المجيد، وكان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع. وكان إمام جامع ابن طولون، وكان خيرا دينا لا بأس به، ومولده سنة عشر وثمانمائة.

وفيه توفي محمد العجمي الذي كان مقيما بجامع كراي وكان من أولياء الله تعالى مشهورا بالصلاح.

وفيه جاءت الأخبار من بلاد المغرب بأن الفنش صاحب قشتيلة الفرنجي قد ملك غرناطة التي هي دار مملكة الأندلس. وكانت هذه الواقعة من أعظم الوقائع المهولة في الإسلام.

*****

وفي رمضان قرر ناصر الدين محمد الصفدي في وكالة بيت المال وحصل منه الظلم والعسف في الناس.

وفيه ثارت فتنة بين المماليك الجلبان بسبب تفرقة الأقاطيع التي توفرت عن المماليك الذين ماتوا بالطاعون.

*****

وفي شوال خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل تاني بك الجمالي أمير مجلس، وبالأول كرتباي قريب السلطان.

وفيه تغير خاطر السلطان على الصاحب قاسم فعزله، وكان يومئذ ناظر الدولة، فلما صرف عنها قرر بها عبد القادر الطويل عوضا عن قاسم شغيته.

*****

وفي ذي القعدة ابتدأ السلطان بتفرقة الأقاطيع المتوفرة عمن مات بالطاعون في السنة المذكورة فصار يفرق أقطاع كل من توفي من الطباق لأهل طبقته، ولا يخرج من ذلك شيئا لغير أهل طبقته. وكانت أغوات الأطباق والمماليك الجلبان يتراصون مع بعضهم بالنوبة ويحضرون ويعرضون ذلك على السلطان فينعم لهم بذلك، فمنهم من يكون طبقته

<<  <  ج: ص:  >  >>