وهو تحت العقوبة، وصار ابنه هذا تحت العقوبة حتى يقر بالمال الذي قرر على أبيه، وكان صحبتهما شخص من أولاد ابن عمر مشايخ عربان الصعيد، فباتوا جميعا بالمقشرة ليلة واحدة ثم عادوا بهم إلى بيت الوالي ليعاقبهم على المال الذي تأخر عليهم.
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشرينة نزل السلطان وسير إلى نحو بولاق وكشف على العمارة التي هناك، ثم عاد إلى القلعة من يومه وشق من الصليبة ذهابا وإيابا.
وفي يوم الأربعاء ثالث عشرينة دخل جماعة من العسكر من المماليك السلطانية ممن كان مسافرا بحلب في التجريدة، وقد أرسل لهم السلطان مراسيم بالمجيء فما صدقوا بذلك، وقد قاسوا في هذه السفرة ما لا خير فيه من الغلاء الذي وقع بحلب، فباعوا خيولهم وسلاحهم وقماشهم حتى أكلوا بهم، وما قاسي منهم أهل حلب خيرا … نزلوا في دورهم ونهبوا قماشهم وفسقوا في حريمهم، وشوشوا على سوقة حلب وأذوا بضائعهم منهم غصبا، حتى قيل أن بعض المماليك الجلبان أرزال بكارة بنت صغيرة عمرها نحو ثلاث سنين، وأشيع أنها ماتت ولم يصح موتها، وقيل كانوا يهجمون على النساء في الحمامات ويخطفونهن منها غير ما مرة، وفعلوا أشياء فاحشة من هذا النمط ما فعلها من تقدمهم من المماليك السلطانية، وثاروا علي الباش قاني باي أمير آور كبير وبهدلوه وأخرقوا به عدة مرار وما سلم من القتل إلا سلامة، وخربوا حلب عن آخرها من الظلم والجور، وكان ترك رواحهم إلى حلب أصوب وما أفاد من رواحهم شيئا بل أفسدوا ما أصلحوا وما حصل برواحهم نفع قط.
وفي يوم الخميس رابع عشرينة حضر مبشر الحاج، وقد جد في السير فكانت مسافته في الطريق اثنى عشر يوما، فأخبر بالأمن والسلامة، وأن ابن السلطان طيب وكذلك خوند وبقية الحجاج طيبون، وكذلك القاضي كاتب السر محمود بن أجا طيب في خير وسلامة، وكان أشيع موته فما صح ذلك، ففرح أكثر الناس بسلامته. وان محببا للناس قاطبة، وأخبر المبشر بأن عيد النحر كان هناك يوم الجمعة. ثم أن المبشر طاف على الأمراء والمباشرين وأعيان الناس وأخبرهم بسلامة ابن السلطان فأفيضت عليه الخلع السنية من الأمراء وأعيان الناس قاطبة.
ومما أشيع من الأخبار في كتب الحجاج أن ابن السلطان لما دخل إلى مكة لاقاه السيد الشريف بركات أمير مكة، فلما وصل ابن السلطان إلى باب المعلة دخل مكة في موكب حافل، وأشيع أن الشريف بركات نزل عن فرسه ومسك بأزكة لجام ابن السلطان ومشى عن ميمنته، ومشى الأمير طقطباي أمير ركب المحمل عن يساره وهو ماسك بأزكة