وخمسمائة رطل، ومن الدجاج ألف طير، ومن الأوز خمسمائة طير، ومن الغنم المعاليف خمسون معلوفا، ومن الرمسان الرضع أربعون رميسا، حتى قيل: صرف على ذلك اسماط فوق الألف دينار بما فيه من حلوى وفاكهة وسكر وغير ذلك، وكانت ليلة مشهودة.
وفيه قلع السلطان الصوف ولبس البياض، ووافق ذلك تاسع بشنس القبطي، ثم في عقيب ذلك ابتدأ يضرب الكرة.
وفيه نزل السلطان إلى الميدان، وأحضر جماعة من المماليك يرمون بالنشاب على الخيل، وهم بآلة السلاح، وأحرق في ذلك اليوم إحراقة نفط بالنهار، وكان له يوم مشهود.
وفيه، في ثاني عشرينه، دخل الحاج إلى القاهرة مع الأمن والسلامة، وكانت سنة رخية مباركة. ولما رجع الحجاج، أخبروا بما فعله السلطان من وجوه الخير من العمارة بالعقبة، وقد أنشأ هناك خانا وفيه عدة حواصل، برسم الودائع، وأبراجا، وجعل بها جماعة من الأتراك قاطنين هناك، يقيمون بها سنة ثم يعودون إلى مصر، ويتوجه جماعة غيرهم إلى هناك، وأصلح طريق العقبة وقطع الأماكن الصعبة التي كانت بها العراقيب، وأنشأ برجا بعجرود، وبرجا بنخل، وأصلح عدة مناهل بطريق مكة، وبنى هناك أشياء كثيرة من هذا النمط، وحصل بها غاية النفع، وأنشأ بالأزلم برجا أيضا، وجعل به جماعة من المماليك يقيمون به وكلما مضت سنة يحضرون، ثم يتوجه غيرهم (١).
وفيه عين السلطان الأمير علان الدوادار الثاني، بأن يتوجه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، وكان قد أشيع في تلك الأيام بأن ابن عثمان قد مات، وربما صلوا عليه صلاة الغيبة في جامع الأزهر، ثم ظهر بأن هذا الكلام كذب، وأسفرت هذه الإشاعة عن أنه كان مريضا وشفي، فعين السلطان علان بأن يتوجه إليه ويهنئه بالعافية.
وفيه حصل للسلطان بعض قولنج، فامتنع أياما عن ضرب الكرة، ثم شفي من هذا العارض وضرب الكرة في الميدان، وهذا بخلاف العادة القديمة أن الكرة تضرب في الميدان.
*****
وفي صفر جاءت الأخبار من دمياط بأن شخصا من أولاد ابن عثمان يقال له قرقد بيك، قد وصل إلى دمياط. فلما تحقق السلطان ذلك عين إلى ملاقاته الأمير أقباي أمير آخور ثاني، وأزدمر المهمندار، ونانق الخازن. وأرسل صحبتهم ملاقاة حافلة من كل نوع فاخر. وجهز المراكب حتى الحراقة الكبيرة التي يكسر فيها السد، برسم ابن عثمان،