للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعياد وعند خروج الحاج، أو عند حضور قاصد … وقد أبطل أشياء كثيرة كانت من شعار المملكة، مما كان يعمل من النظام القديم.

وفيه هذه السنة كثر الموت في الدجاج حتى شح جماعة من الفلاحين من ذلك، وصار يموت منهم في كل يوم ما لا يحصى عدده.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشرينه، حصل للسلطان توعك في جسده وإسهال مفرط، وامتنع عن الخروج إلى الأمراء أياما، ثم عوفي من ذلك وخلع على الحكماء.

ومن النوادر أن البلسان، وهو الذي يسميه الناس البلسم، كان قد انقطع زريعته من أرض المطرية من أوائل سنة تسعمائة من القرن التاسع، وكانت مصر تفخر بذلك على سائر البلاد، وكانت ملوك الفرنج تتغالى في دهن هذا البلسم ويشترونه بثقله ذهبا، ولا يتم عندهم التنصر حتى يضعوا من دهنه شيئا في ماء المعمودية وينغمسوا فيه. وكان يستخرج دهنه شيئا في فصل الربيع في برمهات … فلما انقطعت زريعته من أرض المطرية تنكد السلطان لذلك، ولا زال يفحص عن أمره حتى أحضر إليه بلسان بري من بعض أماكن بالحجاز، وهو في طينه فزرعه بالمطرية في مكانه المشهور به، فنتج وطلع لما سقي من ماء تلك البئر التي هناك، فنتج في هذه السنة وطلع ما كان قد بطل أمره من مصر، فعد ذلك من محاسن الملك الأشرف قانصوه الغوري.

وقد خرجت هذه السنة عن الناس على خير، وكانت سنة كثيرة الحوادث، وقد وقع فيها عزل وولاية ومصادرات … فمن ذلك عزل الخليفة المستمسك بالله يعقوب وولاية ولده محمد المتوكل على الله.

ومنها عزل قاضي القضاة الشافعي برهان الدين القلقشندي وولاية الشيخ كمال الدين الطويل.

ومنها عزل شرف الدين يونس النابلسي الأستادار وولاية الأمير طومان باي الدوادار واستقراره في الأستادارية مع ما بيده من الدوادارية الكبرى.

ومنها عزل الشهابي أحمد بن الجيعان عن نيابة كتابة السر وولاية معين الدين بن شمس.

ومنها عزل الزيني بركات بن موسى عن الحسبة وولاية الجمالي يوسف البدري.

وكانت سنة شديدة البرد حتى عدم أشياء كثيرة من الفواكه والقثاء وغير ذلك، ووقع فيها أيضا تشحيطة في القمح حتى بلغ سعره إلى أشرفيين كل أردب، وعز وجود التبن والدريس.

ومنها عزل فخر الدين بن العفيف عن كتابة المماليك وولاية شرف الدين الصغير لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>