للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم برد مد أنفاسه … يخمش الأوجه من قرصها

يوم تود الشمس من برده … لو جرت النار إلى قرصها

وفيه كثرت الشكاوى في محمد بن إسماعيل قاضي ألواح، فأمر السلطان بإحضاره، فلما حضر ضربه بالمقارع، ثم أشهره بالقاهرة وهو على حمار، ثم سجنه بالمقشرة فمات بها بعد أيام وكان من كبار الظلمة من المفسدين في الأرض. فلما خرجت جنازته ثار عليه جماعة كثيرة من أولاد أخيه ورجموه بالحجارة وهو في النعش، وأرادوا حرقه، فما خلصوه ودفنوه إلا بعد جهد كبير.

*****

وفي ربيع الأول جاءت الأخبار من عند علي دولات بأن ابن عثمان اهتم في تجهيز عساكر وقد وصل أوائلهم إلى كولك. فلما بلغ السلطان ذلك تنكد، وجمع الأمراء وأخذ رأيهم في ذلك فوقع الاتفاق على خروج تجريدة صحبة أمير كبير، ثم أخذ السلطان في أسباب جمع الخمس من نواحي الشرقية كما فعل عند خروج التجريدة الماضية لأجل فرسان العرب لتخرج صحبة أمير كبيرة باش العسكر، فحصل للمقطعين بسبب ذلك غاية الأذى وقطع الخمس من خراجهم مرتين.

وفيه عرض السلطان أولاد الناس أصحاب الجوامك من ألف درهم فما دونه - وكان أمرهم أن يتعلموا رمي البندق الرصاص قبل ذلك - فلما عرضهم ورموا قدامه كتبهم في التجريدة، وأنفق عليهم كل واحد ثلاثين دينارا، وكل اثنين أشركهم في جمل أعطاه لهم وخرجوا صحبة التجريدة.

وفيه خلع السلطان علي قيت بن قانم الساقي وقرره في ولاية القاهرة، عوضا عن مغلباي الشريفي بحكم انتقاله إلى التقدمة وكان متكلما في الولاية مع التقدمة.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا.

وفيه نادى السلطان للعسكر بالعرض وأشيع أمر التجريدة إلى ابن عثمان. فلما عرضهم السلطان بادر إليهم بتفرقة النفقة، ثم وقع في ذلك اليوم بعض اضطراب من المماليك الجلبان، وقام السلطان من الدكة ونزل وقال: "أنا أنزل لكم عن السلطنة وأمضى إلى مكة"، فتطلف به الأمراء. ثم آل الأمر بعد ذلك إلى أن أنفق عليهم لكل مملوك مائة دينار على العادة، وجامكية أربعة أشهر، وثمن جمل سبعة أشرفية. فأنفق في ذلك على

<<  <  ج: ص:  >  >>