للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدة طباق. واستمر على ذلك حتى أكمل النفقة ثم حملت نفقة الأمراء المقدمين والطبلخانات والعشراوات وقد تعينوا للسفر أجمعين. ولم يبق بمصر سوى أقبردي الدوادار وأزدمر تمساح، فكانوا على الحكم الأول كما تقدم، فبلغت النفقة على الأمراء والجند نحوا من خمسمائة ألف دينار. وكانت هذه التجريدة آخر تجاريد الأشرف قايتباي إلى ابن عثمان وغيره ولم يجرد بعدها أبدا ثم نادى للعسكر بألا يخرج منهم أحد قبل الباش، فما سمعوا له شيئا.

وفيه قرر تنم الرحبي الخاصكي الخازندار في نيابة جدة عوضا عن جاهين الجمالي، وقد سئل الإعفاء عن ذلك.

وفيه تعين كرتباي كاشف البحيرة في امرية الحاج بركب المحمل، وعين اينال الفقيه الحاجب الثاني في الركب الأول.

*****

وفي خامس عشر ربيع الآخر خرج أمير كبير أزبك من القاهرة، قاصدا البلاد الحلبية، وصحبته الأمراء والعسكر وكانت عدتهم عشرة وهم على ما ذكرناه في التجريدة الماضية، وأما الأمراء العشراوات والطبلخانات فكانوا زيادة على الخمسين أميرا. وأما المماليك السلطانية فكانوا زيادة عن أربعة آلاف مملوك، فكان لهم يوم مشهود، حتى رجت لهم القاهرة. واستمرت الأطلاب تنسحب من إشراق الشمس إلى قريب الظهر، وخرج مماليك الأمراء وهم باللبس الكامل من آلة السلاح، فعدت هذه التجريدة من نوادر التجاريد وقد طال الأمر بين السلطان وبين ابن عثمان في أمر الفتن والأمر لله.

*****

وفي جمادى الأولى رسم السلطان بنقل إسكندر ابن النحال من البرج الذي في باب السلسلة إلى دار كاتب السر البدري ابن مزهر، وأمره بالحفظ عليه.

وفيه جاءت الأخبار من مكة بوقوع سيل عظيم في خامس صفر، وقيل إنه بلغ إلى الحجر الأسود وهدم عدة أماكن، وحصل منه غاية الضرر.

*****

وفي جمادى الآخرة قويت الإشاعات بسفر السلطان بنفسه إلى حلب. ونزل إلى الميدان وعرض الهجن وعين جماعة من الخاصكية للسفر معه، وأمر من بقي من العسكر بعمل بركهم، وأن يكونوا على يقظة من السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>