للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم سلخه خرج ملاج إلى محل نيابته بالقدس، وخرج صحبته المماليك الذين كانوا حضروا من الكرك بغير إذن كما تقدم.

*****

وفي صفر كان ختام ضرب الكرة، فجمع السلطان الأمراء، ومد لهم مدة حافلة، وأقاموا بالقلعة إلى بعد العصر.

وفيه أخرج السلطان له خرجا من المماليك، نحوا من أربعمائة مملوك، وأخرج لهم خيلا وقماشا، ولم يخرج من بعد الفصل خرجا سوى هذا، وصاروا يسمون الأشرفية الغورية.

وفيه حضر القضاة الأربعة ببيت الأمير أزدمر الدوادار بسبب عقد مجلس، فوقع في ذلك المجلس بعض تشاجر بين قاضي القضاة الشافعي محيي الدين عبد القادر بن النقيب، وبين قاضي القضاة الحنفي عبد البر بن الشحنة، فتفاوضا في الكلام حتى خرجا في ذلك عن الحد، فدخل بينهما الأمير أزدمر الدوادار حتى سكن الأمر بينهما قليلا، وسبب ذلك لأجل خزانة الكتب التي بالمدرسة المحمودية، وأمر هذا الواقعة قد اشتهر بين الناس.

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن حضر إلى مكة بسبب الحج جماعة كثيرة من اليمن والعراق، وغير ذلك من البلاد ووقفوا بالجبل، فتنكد السلطان بسبب ذلك لعدم خروج المحمل من القاهرة، ورأى ذلك في حقه نقصا بين ملوك اليمن وغيرها.

وفيه جاءت الأخبار من الينبع بأن التجريدة التي خرجت إلى الهند، بسبب تعبث الفرنج، لما وصلوا إلى الينبع اتقعوا مع يحيى بن سبع أمير الينبع فهرب من وجههم، وكانت الكسرة عليه وقتل من عربانه جماعة كثيرة، وأحرقوا الدور التي على ساحل البحر الملح التي ببندر الينبع، وخربوا غالب دكاكينه، وشتتوا العربان التي به. ثم جاءت الأخبار بأن العسكر لما وصل إلى جدة، شرع حسين باش العسكر وسنقر أحد الزردكاشية، وعلى المسلاتي المغربي في بناء أبراج على ساحل بندر جدة، وكان هذا عين الصواب، ومن أحسن المباني.

ثم جاءت الأخبار بأن العسكر لما وصل إلى سواكن ملوكها بالأمان واحتاطوا على ما فيها من بهار وغيره وشتتوا أهلها عنها، فانشرح السلطان لهذه الأخبار.

وفيه خلع السلطان على ابن علي دولات وأذن له بالسفر إلى أبيه، وعين معه شاد بك نائب المهمندار، وأرسل صحبته تقدمة حافلة إلى علي دولات.

<<  <  ج: ص:  >  >>