للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه، في ثامنه، حضر المقر السيفي أركماس الذي كان نائب الشام وانفصل عنها، فلما حضر وقابل السلطان أكرمه، وخلع عليه ورسم له بأن ينزل في الأزبكية، ويسكن في بيت الأتابكي أزبك.

وفيه بلغ السلطان أن طائفة من المماليك الذين توجهوا إلى الكرك، صحبة التجريدة، قد دخل منهم جماعة في الخفية إلى القاهرة من غير إذن السلطان، فصار يكبس عليهم، وحصل لهم الضرر الشامل من السلطان، ونادى لهم بأن يعودوا إلى الكرك، وإلا تقطع جوامكهم ويحصل عليهم ما لا خير فيه، فخرجوا من يومهم على وجوههم.

وفيه قلع السلطان الصوف، ولبس البياض، وذلك في ثالث عشر بشنس القبطي، ثم ابتدأ بضرب الكرة، وكانت الأمراء المقدمون جميعهم، حاضرة بمصر لم يكن منهم أحد غائبا في السفر، فكانت للسلطان في هذه السنة مواكب مشهودة حافلة، كما يقال في المعنى في ضرب الكرة:

يا حسنها كرة كالنجم سائرة … قد طال تردادها بين الجواكين

تفرق الهم إذا كانت مؤلفة … بين القلوب بآراء السلاطين

لجبرهم لقلوب الجند إذ لعبوا … مع الملوك وهم بعض المساكين

وفيها أنعم السلطان على قرابته الأمير طومان باي ابن أخيه بتقدمة ألف، مضافا لما بيده من شادية الشراب خاناه.

وفيه جاءت الأخبار من الشرقية بأنه وقعت هناك معركة مهولة بين شيخ العرب بيبرس بن بقر، وبين نجم شيخ العايد، فقتل في هذه المعركة جماعة كثيرة من العربان، واستمر الحرب ثائرا بين الفريقين. ودخل أقطوه الكاشف إلى القاهرة وهو مشحوت من العرب.

وفيه حضر شخص من أولاد علي دولات، أخي سوار، أمير التركمان وصحبته تقدمة حافلة للسلطان، فأكرمه وخلع عليه، ثم قرره في تقدمة ألف بحلب فيما بعد.

وقد وقع في هذا السنة الخصب والرخاء في سائر الغلال والبضائع … وكانت سنة هادئة من الفتن بين الأتراك، ولكن كان معظم الأمر فيها بطلان الحاج بسبب عصيان يحيى بن سبع أمير الينبع، ومالك بن رومي أمير خليص، ولم يبطل الحاج في هذه السنة كبير أمر أوجب ذلك، وإنما السلطان أهمل الأمور في أول الأمر حتى تزايدت الفتن بين

<<  <  ج: ص:  >  >>