ثم ظهر للأمير جمال الدين مكان خلف مدرسته التي في القريبين، فوجد فيه سبعة أزيار كبار وزلعتان فيا فضة ودراهم نقرة، ووجد له في ذلك المكان جرتان كبيرتان فيهما ذهب عين، ثم قبضوا على بوابة موسى وعصروه فأقر على مكان بالاسكندرية في مخزن حمار، فأرسل إليه من حفر في ذلك المكان فوجدوا فيه ستة وثلاثين ألف دينار نقدا، ووجدوا له في مكان آخر بالاسكندرية مائتي ألف دينار، وفي مكان آخر بالاسكندرية أيضا ثلاثين ألف دينار ذهبا … فأحضروا ذلك جميعه إلى الخزائن الشريفة على يد الطواشي زين الدين صندل المنجكي الخازندار، فأودع ذلك بالخزائن الشريفة. وقد قال القائل في المعنى:
رأيت الدرهم المضروب أضحى … كلص ما له أبدا أمانة
ألم تر كل إنسان حريصا … يحصله ويرميه الخزانة؟
ووجد له عند مملوك لأجنبي ثلاثون ألف دينار، ووجد له عند مملوكه شاهين أربعون ألف دينار، ووجد له عند أمامه سراج الدين ثلاثون ألف دينار، ووجد له عند قاضي القضاة ولي الدين ابن خلدون المالكي عشرون ألف دينار، ووجد له عند فراشه شقير زير كبير فيه سبعون ألف دينار، ووجد له عند باب سره في مكان بكلتان نحاس فيهما ثلاثة وستون ألف دينار، ووجد له في سطح مدرسته التي في القربيين خمس قدور فيها نحو خمسين الف دينار، ووجد له في مكان عند الجامع الأزهر زير كبير فيه مائة وسبعة وثلاثون ألف دينار، ووجد له مكان عند البرقية عند جارية سوداء زير كبير فيه مائة ألف دينار، وثلاث برأنى فيها لؤلؤ كبير وفصوص مختلفة الألوان … فتسلم ذلك جميعه الزيني سندل المنجكى الخازندار، فكان كما قيل:
قد يجمع المال غير آكله … ويأكل المال غير من جمعه
ويقطع الثوب غير لابسه … ويلبس الثوب غير من قطعه
ووجد له عند شخص اسكافي بقج فيها طرز زركش وحوائص ذهب وكنابيش زركش ما يعلم عدد ذلك، ووجد له في مكان عند حارة بني سيس خلف بيته زلعة فيها ذهب عين، جملة ذلك مائة ألف دينار وثمانية وثلاثون ألف دينار، ومن الفضة الدراهم زلعتان … هذا كله خارج عما وجد له من القماش والفرش والخيول والبرك وغير ذلك من حلى نسائه