فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة (١) فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال ففكرت قلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين يخافونني هاهنا وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام وقال إبراهيم بن محمد الشافعي سمعت ابن عيينة يقول فضيل ثقة وقال أبو عبيد القاسم بن سلام قال ابن مهدي فضيل بن عياض رجل صالح ولم يكن بحافظ وقال العجلي كوفي ثقة متعبد رجل صالح سكن مكة وقال الحسين بن إدريس عن أبي عمار ليت فضيلا كان يحدثك بما يعرف قلت ترى حديثه حجة قال سبحان الله وقال أبو حاتم صدوق وقال النسائي ثقة مأمون رجل صالح وقال الدارقطني ثقة وقال ابن سعد ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة قنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث وفي سنة سبع أرخه غير واحد. زاد بعضهم في أول المحرم وقيل يوم عاشوراء وقيل مات سنة ست وثمانين وقال أبو وهب محمد بن مزاحم عن ابن المبارك وأما أورع الناس ففضيل بن عياض وقال إبراهيم بن شماس عن ابن المبارك ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من فضيل وقال ابن أبي خيثمة عن عبيد الله بن عمر القواريري أفضل من رأيت من المشائخ فذكره فيهم ثانيا وقال النضر بن شميل سمعت هارون الرشيد يقول ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل وقال الهيثم بن جميل عن شريك لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم
(١) السابلة من الطرق المسلوكة والقوم المختلفة عليها ١٢ قاموس