قال عبد الرحمن قلت لأبي إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به قال لا قال أبو زرعة كان لا يضبط وقال ابن عدي حديثه كأنه نسيان وهو ممن يكتب حديثه وقال محمد بن سعد كان ضعيفا ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بأخرة وقال مسلم في الكنى تركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد ووكيع وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث وقال ابن حبان سبرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على اقوام تقات قد رآهم ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه وقال أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار اختلط عقله في آخر عمره انتهى ومن أشنع ما رواه ابن لهيعة ما أخرجه الحاكم في المستدرك من طريقه عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت مات رسول الله ﵌ من ذات الجنب انتهى وهذا مما يقطع ببطلانه لما ثبت في الصحيح أنه قال لما لدوه لم فعلتم هذا قالوا خشينا أن يكون بك ذات الجنب فقال ما كان الله ليسلطها علي. وإسناد الحاكم إلي ابن لهيعة صحيح والآفة فيه من ابن لهيعة فكأنه دخل عليه حديث في حديث*