في شيئين في الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة (*) وسكت عن العلم فقلت له أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي وقال نصر بن مكي ثنا ابن عبد الحكم قال قال لي الشافعي ولدت بغرة سنة (٥٠) وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين. وقال ابن أبي حاتم ثنا أبو عبيد الله أخي ابن وهب سمعت الشافعي يقول ولدت باليمن فخافت علي أمي الضيعة فقالت الحق بأهلك فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر. وقال أبو الحسن المغاربي سمعت المزني يقول سمعت الشافعي رأيت على ابن أبي طالب في النوم فسلم علي وصافحني وخلع خاتمه فجعله في إصبعي وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب ولما خلع خاتمه وجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي. وقال نصر بن مكي سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شطية فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان وقال أبو نعيم عبد الملك بن محمد في قوله ﵌ اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما الحديث. قال في هذا الحديث علامة بينة للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي إذ كان كل واحد من قريش من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل كل هذه الرواية عليه